الى

النص الفائز بالمركز الثالث في مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي السابع.

الزَّارِعُونَ سَنابِلَ الضَّوءِ

حَيَّاهُم الوَردُ لَمّا عِطرُهُ هُرِقَابِعِطرِ بارُودِهِمْ لا غيرَهُ وَثِقَا
وَخَالَطَتْ تَمتَماتِ الأرضِ نَكهَتُهُمْولَونُهُمْ في مَدَى صَحْرَائِها اندَلَقَا
وَأَطعَموا ضِحكَةَ الأطفَالِ غُربَتَهُمْكَأَنَّ قَمْحَ الأمَاني فِيهِم التَصَقَا
وَأَثَّثوا الحَقلَ بِالزّيتونِ فَاحتَفَلَتْفَزَّاعَةٌ قَلبُهَا القَشِّيُّ قَد خَفَقَا !
مِنْ طينَةِ الضَّوءِ دَافَ اللهُ سَحنَتَهُمْوَقَدْ تَجَلَّوا لِخَوفِ الأرضِ فَانصَعَقَا
لَبّوا وَهَبّوا وصَبّوا مَحْوَ غَضبَتِهِمْعَلَى تَجَاويفِ لَيْلِ الشَّكِّ ذَاتَ نَقَا
فَانْدَاحَ ضَوءٌ سَمَاويٌّ لِذَاكِرَةٍمِنَ النَّهَارَاتِ تُهدِي عُمْيَنَا حَدَقَا
مَرُّوا خِفَافَاً عَلَى الأجفانِ فِي حُلُمٍوَلوَّنوا أسمَرَ الجُدرانِ وَالطُرُقَا
فاحَ الخُلودُ عَلى بِزَّاتِهِمْ حَبَقَاعَلى السَّواتِرِ حَتّى المَوتُ صَارَ بَقَا
حَشْدٌ لِفتيَةِ فَتْوَى كُلَّمَا قَدمُوارَأيتَ ثَغرَ السَّمَا في أُفقِهَا انطَبَقَا
كَأَنَّ (سَيِّدَهُمْ) يَعقوبُ في أَمَلٍوَكُلُّهُمْ يُوسُفٌ مَا خَانَ أو سَرَقَا
وَرَاوَدَتْهُمْ جِهَاتُ الأرضِ مُذ غُلِقَتْأبوَابُهَا فَاستَحَبَّوا كَسْرَ مَا غُلِقَا
خُبْزٌ يَسُدُّ رِئَاتِ الجُوعِ تَحمِلُهُ أكُفُّهُمْحَيثُ مَعنَى الشَّهقَةِ اختَنَقَا
وَحينَ خَاصِرَةٌ مِنْ أرضِنَا فُتِقَتْكانوا خُيوطَ جِرَاحِ الأرضِ والرُّتَقَا
وَحينَ بَانَتْ عَلى الأيَّامِ سَوْءَتُهَاهُمْ يَخصِفونَ عَلى أيَّامِنَا الوَرَقَا
وَالصَّوتُ مِنْ خُطبَةٍ فِي (الصَّحْنِ) يُلهِمُهُمْوَعيَاً لِكُلِّ خَطَايَا الأَرضِ مُمْتَشَقَا
المَوتُ بَحْرٌ، عَصَا الفَتوى كَمُعجِزَةٍوَهُمْ كَموسَى، فَهَلْ يَخشونَهُ غَرَقا؟
فَبَلَّلوا الغيبَ مِنْ مَاءِ البُطولَةِلَو تَجَرَّأَ الصَّخرُ أنْ يَختَالَ لَانفَلَقَا
نَصْرٌ يُجيبُ .. وَأسرَابُ الرَّصَاصِ فَمٌوَ(يَا عَلِيْ) غَيرُهَا للنَّصْرِ مَا نُطِقَا
وَأرَّخوا في عُيونِ الشَّمْسِ سُمْرَتَهُمْوَشَذَّبوا الوَقْتَ وَالأحلامَ وَالأُفُقَا
نَاغَوا جِرَاحَاتِهِمْ مِنْ صَوتِ وَالِدَةٍقَالَتْ (دلّلولَ) حَتّى أغفَتِ الأَرَقَا
وَعَلَّقَتْ حِرزَهَا مَا خَابَ حَامِلُهُكانَ (الحُسَينُ) عَلى أعضَادِهِمْ (عَلَقَا)
تَغَيَّرَتْ صَفْحَةُ المِرآةِ وَانكَسَرَتْفِيهَا الوُجوهُ وَكَمْ ألْوَتَ لَهَا عُنُقَا
وَكَذَّبَتْنَا أحَادِيْثٌ نَعيشُ بِهَاووَقْعُ (بِسْطَالِهِمْ) فِي الحَربِ قَدْ صَدَقَا
فُصحَى بَنَادِقُهُمْ تَحكي الحَيَاةَ لَنَاعَلى المَدَائِنِ تَتلو (النَّاسَ) وَ(الفَلَقَا)
شَعّوا وَذَابوا وكانَ النُّورُ يَملَؤهُمْكَأَنَّ وَاحِدَهُمْ مِنْ شَمْعَةٍ خُلِقَا
هُمْ ذلكَ الألَقُ المُمتَدُّ في غَدِنَاوَعَاشَ في العَتْمِ مَنْ لَا يَملِكُ الأَلَقَا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: