قصدتُ جودَك من بوّابةِ الفقرا كلُّ امتلاءٍ مُفاضٌ في حقيقتِه للفجرِ لونٌ يستحيلُ سمًا وأنتَ بينهما حبلٌ يشدُّهُما فتستحيلُ هلامًا في اختلاطِهما وفيكَ ما فيك لا بلْ منكَ آيتُه وقد أراكَ مع الغيماتِ منتشرا على مساماتِ أرضٍ في تعطُّشها تُروى فتنهضُ عطرًا ثم أمنيةً تستجمعُ الكفُّ ما للكفِّ من طرقٍ كالنَّخلِ يهتزُّ من تلقاءِ مكرمةٍ وقد تمرُّ على نهرٍ تعلِّمُه وقد أشمُّكَ في النَّسْماتِ مختزِنًا أو ريحَ خبزٍ وتنورًا مضى قُدُمًا ليطرِقَ البابَ وجهٌ في تبدُّله يُجزَى العبادُ على ما قدَّموا سلفًا لأنَّك الغيثُ صارَ الماءُ متَّصِلًا وأنتَ بعضُك في ألوانِه حُجُبٌ لقد أتيتُك من بوابةِ الفقرا لي من حواسيَ شيءٌ لستُ أدركُه وأتعبتْني تراتيلي وبي ظمأٌ كثَّفتُ كلَّ كلامِ الأرضِ في لغتي وزَّعتُ كلَّ جهاتي ليس لي جهةٌ اللهُ أكبرُ أذِّنْ ها أنا عطِشٌ أنا تفاصيلُك المجزاةُ في نفَسي يا رابعَ الآلِ خذني في الكساءِ فلا تُقدِّمُ الروحَ إن كانت مباهلةً يا أيُّها القربُ حبلُ الودِّ متَّصِلٌ لأنَّ حِلمَك بحرٌ في تمَلُّحِه قربا لقومٍ تجلّوا في تيقُّنِهم لا بل أشدُّ فبعضُ الصَّخرِ شقَّقَهُ من يحملِ السيفَ أنبا عن شجاعتِه خذني بجرحِك لا أبكيكَ خذ رئتي | فكنتَ غيثًا أزالَ الغيمَ وانهمرا وأنت فيضُك جازَ الخلقَ فانفجرا وتحتَك الأرضُ مدَّت للصَّلا حُصُرا يكثِّفُ الكلَّ يكفي أنَّه فُطِرا ويستحيلان شوقًا فاضَ وانتشرا تتمتمُ الشوقَ أو تدلي به سُورا وقد أراكَ مع الأمطارِ منهمرا وشهقةً شهقةً تستوعبُ المطرا تشتدُّ طينًا وكان الضوءُ منتظرا وكلُّ كلِّك جودٌ في الكفوفِ سرى به نواةٌ تجلَّى طبعُها ثمرا كيفَ المسيرُ وأنَّ الدَّربَ حيثُ جرى بردًا وعطرًا وأورادًا وصيفَ قُرى يهيّىء الحبَّ والإيمانَ والعِبرا جوعُ المساكينِ والأيتامِ والأسرا ودفءُ خبزِك لا يحتاجُ من شكرا مازلتَ ماءً وما زلنا هنا بشرا وأنت كلُّكَ في أشكالِه سَتُرى أدقُّ بابَك منسيًّا ومنكسِرا ما زلتُ أجلسُ أسقي السَّمعَ والبصرا وكيف يهدأُ من في همِّه انتحرا أجمِّعُ الحسنَ والإيحاءَ والصُّورا الشَّرقُ غربٌ وقدَّامي أراهُ وَرا عطفًا على عطِشٍ ناجاك مستعِرا لأشهقَ العمرَ فيما بانَ واستَتَرا أنا على الخيرِ أو كنتُ الذي صبرا لأنَّ ثِقلَكَ فاقَ العدَّ واختصرا ما كنتَ تطلبُ ما كنتُ الذي أُجِرا يرتِّبُ الحملَ والألواحَ والدُسُرا بعدًا لقومٍ تجلّوا للدُّنى حجرا نبعٌ وبعضٌ أطاعَ اللهَ فانحدرا من يطعمِ السمَّ رغمَ النصرِ كم خسِرا لا يعلمُ الجرحَ إلّا اللهُ والفقرا |