الى

النص الفائز بالمركز الثالث في مسابقة مراقي المجتبى في الدورة الثالثة

حَفْنَةٌ مِنْ قَمْحِ الْكَريم

جَفَّتْ سَواحِلُهُمْ وأَمْطَرَ ساحِلُهْ

قَلَقاً غُيومُ الشَّكِّ تُسْقِطُ نَفْسَها

فَكَأَنَّ بَوْصَلَةَ النَّجاةِ سَبيلُهُ

يَحْكي سَمارُ الْخُبْزِ عَنْ خَلَواتِهِ

هُوَ أَوَّلُ الْآتينَ مِنْ رَحِمِ الرِّسالَةِ،

وَ دَعاهُ (أحْمَدُ) إذْ دَعا أبْناءَهُ

هُوَ ذلِكَ الشِّعْرُ الَّذي ما قالَهُ

هُوَ صارِمٌ للهِ يَتَّخِذُ الْوَغى

تَتَشائَمُ الْأيّامُ وَ هْوَ لِوَحْدِهِ

هِيَ (مُدْيَةٌ) مُدَّتْ إلَيْهِ فَرَدَّها

حُبّاً وَ سِلْماً ظَلَّ رَغْمَ جِراحِهِ

كَمْ حاوَلَ الْواعونَ فَهْمَ قِيامِهِ

يَتَجَمَّلُ الْمَعْنى بِهِ وَ بِغَيْرِهِ قُبْحٌ

أثْرى جِباهَ السّائِلينَ بِغَيْمَهٍ

وَ تَظَلُّ تَكْتُمُ كَفُّهُ عَنْ كَفِّهِ

﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا﴾ نَحْوَهُ ،

لَمْ يَرْفُضِ الْفِنْجانَ وَحْيٌ جاءَهُ

الْهَدْمُ طَبْعُ مَعاوِلٍ لكِنَّها

لَمْ يَدْخِلِ التَّأْريخَ مِنْ أبْوابِهِ

وَ تَكادُ تَخْرُجُ كَفُّهُ كَيْ تُدْخِلَ

لا شَيْءَ فِي الْمَكْنونِ يَكْشِفُ غايَةَ

إلَّا (الْحُسَينُ) سِيادَةً في كُنْهِها
لا طَفَّ يَخْلو مِنْهُ ، سِرُّ إمامَةٍ

لا طَفَّ يَخْلو مِنْهُ، مِنْ لَمَساتِهِ،

يَتَصَدَّرُ الْأَنْباءَ مَقْتَلُهُ كَما

نَعْشٌ تَطوفُ بِهِ السِّهامُ

أرْخى سُدولَ الْخَوْفِ عَنْ لُغَتي

هِيَ حَفْنَةُ الْقَمْحِ الْمُبارَكِ، طَعْمُها

فَبِأيِّ زاوِيَةٍ تَطيرُ مَشاعِري ؟!

صَبَّتْ نَواضِحِيَ الْمِدادَ عَلَى الْيَراعِ

فَبِهامِشِ الذِّكْرى تَموتُ إجابَتي
وَ تَنَفَّسَتْ رَوْحَ الْإباءِ دَلائِلُهْ

وَ (السِّبْطُ) قَدْ مَلَأَ الْحَقيقَةَ وابِلُهْ

وتَسيرُ لِلْفَتْحِ الْمُبينِ قَوافِلُهْ

سَبْعاً وما يَبِسَتْ بِهِنَّ سَنابِلُهْ

عِدْلُها، كادَ الْكِتابُ يُعادِلُهْ!!

فَتَحَيَّرَتْ (نَجْرانُ) كَيْفَ تُباهِلُهْ ؟!

بَحْرٌ وَلَمْ يُتْقِنْهُ حَتّى كامِلُهْ

عُرْساً وَهاماتُ الْبُغاةِ حَلائِلُهْ

أَلَقٌ يُلَوِّحُ لِلْحَياةِ تَفاؤُلُهْ

كَرَماً وَ ما كانَ الْقَضاءُ يُجادِلُهْ

ما ألَّهَتْ (عِشْتارَ) يَوْماً (بابِلُهْ)

صُلْحاً وَمَا انْفَكَّ الْقِيامُ يُحاوِلُهْ

وَ هَيْهاتَ الدَّليلُ يُجامِلُهْ

كَيْ تَسْتَقِرَّ عَلَى الْجَبينِ جَداوِلُهْ

الْأُخْرَى الْعَطاءَ فَلا يَراها سائِلُهْ

لا قَحْطَ تَعْرِفُ فِي الْوُجودِ مَنازِلُهْ

ضَيْفاً وَ لَمْ يُرْدِفْهُ هَزّاً حامِلُهْ

تَبْني جِدارَ الْأمْنِياتِ مَعاوِلُهْ

لَمْ تَتَّسِعْ لِأبِي السَّخاءِ مَداخِلُهْ

التَّأْريخَ فيهِ فَتَسَتَقيمُ سَلاسِلُهْ

الْمَعْنى إلَيْهِ وَلا شَبيهَ يُماثِلُهْ ...

وَطَناً تُشَكِّلُ لِلْغَريبِ شَمائِلُهْ

في حالَتَيْهِ اسْمٌ تَبارَكَ قائِلُهْ

مِنْ (قاسِمٍ) كَبُرَتْ عَلَيْهِ حَمائِلُهْ

يَتَذَيَّلُ الْأَنْباءَ فيها قاتِلُهْ

كَأَنَّها عَنْ (قابِ قَوْسَيْنِ) السِّهامُ تُسائِلُهْ

وَقَدْ بانَتْ – لِغاياتِ الْأنامِ – وَسائِلُهْ

شَهْدٌ وَأزْهارُ الْيَقينِ مَناحِلُهْ

وَبِأيِّ زاوِيَةٍ تَحُطُّ رَسائِلُهْ ؟!

وَيَمَّمَتْ شَطْرَ (الْبَقيعِ) رَواحِلُهْ

وتَعيشُ في مَتْنِ الْخَيالِ مَسائِلُهْ !
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: