بمناسبة حلول الذكرى السنوية لتهديم قباب مراقد أئمّة البقيع (سلام الله عليهم) التي أقدم عليها الوهابيّون التكفيريّون في الثامن من شوال عام 1344 للهجرة النبوية الشريفة بعد استيلائهم على المدينة المنوّرة ومكة المكرّمة، وضمن النشاطات التي يقوم بها مركزُ تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدّسة سيُفتتح يوم الجمعة الموافق لـ(7شوال 1436هـ) المعرض الصوريّ توثيقاً لهذه الجريمة النكراء وسيستمرّ لثلاثة أيام على ساحة ما بين الحرمين الشريفين.
مديرُ المركز السيد الدكتور إحسان الغريفي بيّن لشبكة الكفيل: "إنّ جملة ما يقوم به مركزُ تراث كربلاء من نشاطات لم تقتصر على التراث الكربلائيّ وحسب إنّما لكلّ ما يمتّ بصلةٍ مع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) والتذكير بما مرّ عليهم من مآسي وويلات في حياتهم وبعد مماتهم ومنها جريمةُ هدم قبور البقيع، حيث أنّ الهدف من هذا المعرض الذي وصل عددُ الأعمال الفنية المشاركة فيه الى أكثر من (140) عملاً فنيّاً تنوّعت بين صورٍ وخرائط ولوحات هو إحياءُ هذه الذكرى الأليمة التي تتزامن مع قيام داعش باحتلال بعض أجزاء من العراق وتوعّدها بهدم المراقد المقدّسة في العراق، إضافةً الى التعريف بجنّة البقيع ومَنْ دُفِنَ فيها وتوجيه نداءٍ للعالم الإسلاميّ من أجل السعي لإعادة بنائها".
من الجدير بالذكر أنّ الهدف من إنشاء مركز تراث كربلاء هو من أجل الحفاظ على تراث مدينة كربلاء المقدّسة فهي مدينةٌ عالميةٌ مهمّة، فضلاً عن تهيئة مرجعٍ معلوماتيّ لتاريخ وحاضر مدينة كربلاء المقدَّسة بما يحتاج مِن وسائل وأدوات تقليدية كانت أو حديثة، ليرتشف منه الباحثون وطلابُ الفكر والعلوم والمعارف ما تختصّ به هذه المدينة المقدَّسة، إضافةً الى ذكر مآثر الشخصيات الكربلائية وتوثيقها وفاءً لأصحابها كي لا تُبخس حقوقُهم، وخلق التواصل بين الأجيال الحاضرة والماضية ليقتدوا بهم في الإبداع والمآثر والعمل على إبراز قِدَم المدينة كونها مِن المدن التاريخية.