الى

السيد الصافي: يحتاج الإنسان الى طاقاتٍ كبيرة حتى يُرجع الأمّة الى طريقها الصحيح ولابُدّ أن نفهم ونعي الدور الحقيقي لكلّ إمامٍ معصوم..

خلال حفل افتتاح مهرجان الإمام الباقر(عليه السلام) الثقافيّ الذي انطلقت فعاليّاته عصر هذا اليوم كانت هناك كلمة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي وقد بيّن فيها:
"لا يخفى على الإخوة الباحثين والمعنيّين أنّه قبل حفنةٍ من السنين كانت ظروف قاهرة توّجت بفاجعةٍ هي فاجعة هدم قبور أئمّة البقيع(عليهم السلام)، وكان مرقد الإمام الباقر(صلوات الله وسلامه عليه) ضمن المراقد التي تعرّضت لهذا الهدم، فواقعاً الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) من الأحاديث المهمّة والشيّقة فكريّاً وعندما نقول شيّقة فكريّاً أي تُنبئ بتلك الحركة العلمية الفكرية التي اضطلع بها (عليه السلام)".
مُضيفاً: "الله تبارك وتعالى أوحى للنبيّ في القرآن وخارج القرآن وكانت رحلته المباركة في الإسراء والمعراج وحدثت فيها أشياء ولعلّ بعض الروايات تقول أنّ جبرائيل كان يجلس من النبيّ جلسة العبد النبيّ(صلى الله عليه وآله) عندما يبشّر بالإمام الباقر(عليه السلام) وقد خصّه بهذه البشارة قبل الولادة".
وتابع السيد الصافي: "إنّ الظرف الذي كان يعيشه الإمام الباقر(عليه السلام) واقعاً كان ظرفاً صعباً يعني ظرفٌ ينكر والظرف الذي ينكر بدءً عندما تتعامل مع شخص تارة يكون مقتنعاً وتارةً يكون متردّداً وتارةً يكون جاحداً، ويبدو أنّ الإمام الباقر(عليه السلام) كان يعيش مع أناسٍ كانوا جاحدين بمعنى رافضين لفكرة أن الإمام(عليه السلام) يقول قال الله، وهذه معاناة وأين يحصل هذا؟ في المدينة. من قبله الإمام السجاد(عليه السلام) أيضاً ينقل المؤرّخون بعد واقعة الطفّ هو كان يقول: "لم يكن في مكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا" ومكّة والمدينة هي عاصمة الحواضر الإسلامية التي عاشت في ظلال النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وبقية الأنبياء ولكن تصل الى حالة نكران".
واستدرك بالقول: "يحتاج الإنسان الى طاقاتٍ كبيرةٍ حتى يُرجع الأمّة الى طريقها الصحيح لذا عندما يحمل جابر (رضوان الله عليه) سلاماً الى الإمام الباقر(عليه السلام) يعني أنّ هناك عملاً خاصّاً ينتظر الإمام الباقر، عبارة أنّه (يبقر العلم بقراً) نحن لم نسمع إماماً من الأئمّة أعجزه العلم, هذه العوامل والظرف العنيف في الانحراف عن خطّ أهل البيت قطعاً يستدعي الوقوف ماذا صنع الإمام الباقر؟ لماذا وصفه النبيّ(صلى الله عليه وآله) بأنّه يبقر العلم".
مُضيفاً: "التاريخ يقول بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) انتشرت مدارس فكرية كبيرة وطبعاً هذه المدارس الفكرية بعضها انتشرت لحاجة المسلمين الواقعية لها وبعضها انتشرت كبدائل عن أهل البيت فالإنسان عندما يأتي ويجلس مجلساً كبيراً لسؤالٍ وجواب، الأمّة الإسلامية توسّعت من يتصدّى لحلّ المشكلة؟ لابُدّ أن تؤسّس مدارس فكرية وهذه المدارس لا تقول حدّثتنا اليهود بل تقول حدّثنا النبيّ تنسب نفسها للنبيّ(صلى الله عليه وآله) لكن هذه المدارس لم تصمد أمام النواة التي أسّسها الإمام الباقر(عليه السلام)".
وتابع السيد الصافي: "لابُدّ أن نفهم ونعي الدور الحقيقيّ لكلّ إمام، لم يكن في حلقة الأئمة إمامٌ زائد في هذه السلسلة المباركة سلسلة الأئمة الاثني عشر، المشكلة أنّ التاريخ كتب بيد آخر لكن ما وصل يكفي في عملية الجهد والاستنباط والبحث أن نفهم شيئاً".
وأوضح: "الأمانات العامة في العتبات المقدّسة تبذل جهداً كبيراً في نشر المعلومة الفكرية وبذل ما يمكن بذله من أجل إحياء تراث الأئمة الأطهار(عليهم السلام) سواءً كانت العتبة المعنية بنفس مخدومها بنفس إمامها كالعتبة العلوية تتحدّث عن أمير المؤمنين والعتبة الحسينية عن الإمام الحسين(عليه السلام) والعتبة الكاظمية عن الإمامين الجوادين(عليهما السلام)، هذا شيءٌ بدأته العتبات المقدّسة ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لهم، وإن شاء الله تعالى العتبة العسكرية أيضاً تُوفّق في هذا الجانب بتوفيقٍ خاص، تبقى قضية البقيع من دواعي فخر أيّ عتبةٍ أن تبدأ بدايةً تتعلّق بنفس الإمام(سلام الله عليه) أو أئمّة البقيع الإمام الباقر الإمام السجاد الإمام الصادق الإمام الحسن(عليهم السلام)".
واختتم: "مسؤوليّتنا جميعاً أنّه نُحدث حالةً من حالات الاهتمام بجميع الأئمة الأطهار(عليهم السلام) لكن لابُدّ من خصوصيةٍ تُفرد لهم، هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا لأنّنا نؤمن إيماناً راسخاً بأنّ الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) هم منجّونا يوم القيامة، فلابُدّ أن نقدّم خطوة وهم ليسوا بحاجة نحن الذين بحاجة أن نقدّم خطوة في سبيل هذا التثبيت والبناء الراسخ لذا يتحتّم علينا أن نبذل جهداً خاصاً مع الأئمة الأطهار(عليهم السلام) سواء كان في الكتابة أو البحث أو التأليف وبشتّى المجالات".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: