الى

جلسةٌ بحثيةٌ ضمن فعاليات مهرجان الإمام الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الأوّل..

الجلسة البحثية
عُقدت صباح هذا اليوم السبت(8شوال 1436هـ) الموافق لـ(25تموز 2015م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدّسة جلسةٌ بحثيةٌ ضمن فعاليات مهرجان الإمام الباقر(عليه السلام) الثقافي السنويّ الذي تُقيمه العتبة العباسية المقدّسة تحت شعار:(الإمام الباقر السراج الناصح والعلم الصادح).
وكان البحثُ الأوّل للسيد محمد علي الحلو وقد حمل عنوان:(الإمام الباقر(عليه السلام) والجهود التأسيسية للفكر الشيعيّ)، حيث جاء فيه: "نعيش في هذه المناسبة الأليمة ذكرى الاعتداء على قبور أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في البقيع ونحن إذ نؤبّن أحد أعلام هذا المشهد المؤلم الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، إذ أجد أنّ هذا المؤتمر يكتسب من الأهمية ما لا يكتسبه بعض المؤتمرات الأخرى باعتبار أنّ هذا المؤتمر هو باكورة عملٍ جديد في الواقع، لذا ندعو أن يكون هذا المؤتمر هو المؤتمر التأسيسيّ لأعمالٍ أخرى تبيّن شخصية الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) وفضله على الأمّة الإسلامية".
وأضاف: "البحث هو بحثٌ تأسيسيّ لجهود تأسيسية للفكر الشيعيّ قام بها الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، وإذ أقول أنّها جهود تأسيسية أرجو أن أكون دقيقاً في هذا التعبير كون الفكر الشيعيّ مرّ بأزمات من عهد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) حتى عهد الإمام علي بن الحسين(عليه السلام)، إذ لم تتح الظروف أن يبيّن الإمام(عليه السلام) معالم مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بشكلٍ يستطيع معه العقل الإسلامي أن يستوعب هذا التمايز بين الفكر العلويّ أو الفكر المحمديّ الأصيل وبين التقلّبات السياسية التي أودت بالمفهوم الإسلاميّ وجعلته عبارة عن توجّهات سياسية".
موضّحاً في ختام بحثة: "نجد أنّ هناك حركات ثورية مسلّحة في عهد الإمام الباقر(عليه السلام) استثمرها أصحابها من أجل رفع شعار أهل البيت(عليهم السلام) من أجل أن تكون هذه الحركات مرتبطة بالإمام الباقر(عليه السلام) حيث نجد أنّ الإمام الباقر والإمام الصادق(عليهما السلام) استطاعا أن يوجّها الحركات الثورية المسلّحة في زمنهما".
بعده كان الدور للباحث الأستاذ الدكتور كريم حسين ناصح حيث قدّم بحثاً بعنوان: (الإمام الباقر والعلم الربّاني) الذي بيّن فيه: إنّ الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) وعلمه هو حديثٌ طويل لذا سأركّز حديثي على نقاط تضمّنها البحث منها:
1. معنى التبقير.
2. فكرة الكمال التي قال عنها الإمام (إنّ الأئمة يتوارثون الكمال).
3. العلم الربّاني.
4. مصادر العلم الربّاني.
ويسوقنا الحديث عن لقب الإمام الباقر وهو لقبٌ صرّح به النبيّ(صلى الله عليه وآله) حينما أوصى جابر الأنصاري أن يوصل ذلك اللقب الى الإمام ويسلّم عليه ويوصل له أنّه قد لقّبه بالباقر وباقر العلم، التبقير هو شقّ الأرض أو التوسيع أي توسيع العلم في الحقيقة".

متسائلاً: "هل أنّ الإمام الباقر هو أوّل مَنْ شقّ وتوسّع في العلم؟ الجواب: إنّ الأئمّة الأطهار بدءً من الإمام علي(عليه السلام) وانتهاءً بالإمام الحجّة كلّهم علماء وكلّهم علمهم واحد، العلم الذي عند الإمام علي بن أبي طالب هو العلم الذي توارثه عنه أبناؤه، ولذلك فكرة أن يكون الإمام الباقر هو بهذا اللقب لها مغزى وهو أنّ الإمام الذي استطاع أن ينشر هذا العلم في وقتٍ احتاج فيه الى النشر وازداد فيه الضغط الأمويّ على الأئمة بحيث أنّه استطاع أن يوجد منافذ للعلم واستطاع من خلالها أن يبقر هذا العلم أي أن يشيعه بين أوساط الناس سواءً كانوا من الأعداء أو من شيعة الأئمة(عليهم السلام) فهذا اللقب الذي خُصّ به الإمام الباقر هو لقبٌ لكلّ الأئمّة فكلّهم قد بقروا العلم بقراً، ولكنّ الإمام الباقر استطاع أن ينشر هذا العلم ويتوسّع فيه ويشيع هذا العلم بشكلٍ استطاع أن يوصله الى أكبر قدرٍ ممكن من خلال المدراس".
ليكون الختام مع الباحث الأستاذ الدكتور سرحان جفات سلمان ببحثٍ حمل عنوان: (تأمّلات في مدرسة الإمام الباقر(عليه السلام)).
حيث أوضح فيه قراءةً في مقدّمة تحقيق ديوان الكميت للعلامة المرحوم محمد صادق بحر العلوم (رحمه الله) وقد صدرت هذه الطبعة في النجف الأشرف سنة (1972م) وفي مقدّمة ديوان الكميت بن زياد الأسدي (رحمه الله) حديثٌ للإمام الصادق(عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: (علّموا أبناءكم شعر الكميت)، يقول الباحث: "هذه الكلمة قدحت في ذهني قضيةً ما، بأنّ علينا أن نفحص بسير أصحاب الأئمة(عليهم السلام) لأنّ سير هؤلاء الأصحاب هي مخرجات مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وهذه المخرجات هل يمكن أن تؤدّي الى تجسير العلاقة بين أبنائنا من الطلبة في الجامعة وبين سير أهل البيت، طبعاً نحن نعاني في التعليم إذا قلنا إنّ الإمام الفلاني من أئمّتنا فعل كذا من صنائع الله ونحن لا نستطيع أن نفعل ما يفعله الأئمة(عليهم السلام)، من هنا أريد اليوم أن أتحدّث عن سير أصحاب الأئمة بلحاظِ بشريةِ هؤلاء الأصحاب وبلحاظ أنّهم استطاعوا أن يرتقوا الى أبعد ما يمكن أن يصل اليه الإنسان، سيكون منهجي أن أروي رواية وأفيد منها فائدة، جابر الجعفي (رحمه الله) روى عن الإمام الباقر(عليه السلام) فقط وهذا الرجل كان راويةً للإمام السجاد(عليه السلام) وللإمام الباقر وللإمام الصادق، جابر الجعفي روى عن الإمام الباقر سبعين ألف حديث استدعاه الإمام الباقر(عليه السلام) فقال له: يا جابر أظهر الجنون، فأصبح جابر في اليوم الثاني مجنوناً يدور في الأسواق، ما الذي نستفيده من هذه الرواية؟ في إطار حركة التعليم وتربية النشء نريد أن نفيد أنّ من أعقد المشكلات التي أُعاني منها ويُعاني منها زملائي التدريسيّون أنّ أبناءنا من الباحثين والمتعلّمين إذا قرأ قراءةً كتاباً واحداً ابتُلينا أنّه سيردّ علينا وعلى كلّ كلمةٍ أقولها ويقولها العالِمُ الفلاني ويُصبح هو العالِمُ الأوّل في العالَم، أكبرُ تحدٍّ يواجه المشتغل بالعلوم هو أن يتخلّى عن عقله، لأنّ العلم يخلق له كاريزما ويخلق له مكاناً اجتماعياً فأن يتخلّى رجلٌ مثل جابر حفظ سبعين ألف حديث عن الإمام الباقر فما بالُك عن الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين وعن الإمام الحسن والحسين والإمام علي بن الحسين(عليهم السلام)، وما بالك بما حفظ من الأشعار ومن الأخبار والتاريخ كم كانت عقلية هذا الرجل عقليةً ضخمة، أقول هذه الرواية وأمثالها يجب أن نقدّمها الى أبنائنا، والمشكلة في حضارتنا العربية والإسلامية وفي تربيتنا للنشء مشكلة مزدوجة باتّجاهين هي مشكلةٌ أخلاقية في المقام الأوّل أي مشكلةٌ قيمية أوّلاً، والمشكلة الثانية مشكلة مفهومية".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: