الى

البقيعُ يئنّ عندَ ضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام)..

جانب من مجلس العزاء
أنينُ البقيعِ بروحي سرى .. وأبكى عليّاً وخير الورى
لــيــوم الــطـلـوع .. نِـداءُ الـبـقـيـع
لـنـا فـي غـرقـد الـدمـع ** شـموسٌ للهدى تطلع
وصـوتٌ لـلـسـمـا مـنـه ** ينادي كلّ مَنْ يسمع
نـجـومٌ يُـقـتدى فيها ** وأقمــــــارٌ لنا أربع
تُـعــانـي مـن أذى تَيْمٍ ** وتشكـــو من بني تُبّع
إلـى الله تـشكو كيوم الغدير .. ولا من مجيرٍ ولا من نصير
يُــحـاكـي دمـوعي .. نِـداءُ الـبـقـيـع
بهذه الأبيات الشعرية حلّق الرادودُ الحسينيّ الحاج باسم الكربلائي بالمفجوعين ومعزّي إمام العصر والزمان(عجّل الله فرجه الشريف) من الذين حضروا مجلس العزاء الذي أُقيم في صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) الى بقيع الغرقد، تلك البقعة الطاهرة التي حوت وضمّت جثامين أربعة من أئمّة الهدى والعروة الوثقى والحجّة على أهل الدنيا وهم الإمام الحسن المجتبى بن أمير المؤمنين، والإمام علي بن الحسين زين العابدين، وابنه الإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق بن الإمام الباقر(عليهم السلام أجمعين).
بقعة ذات منزلة خاصّة ومميّزة في قلوب وعقول المؤمنين المخلصين، وهذه المنزلة تمثّل احتراماً وتكريماً ووفاءً لمن صنعوا تاريخ ومجد الإسلام؛ حيث دُفنوا في هذه البقعة؛ فأصبحت مقبرةٌ مقدّسةٌ تهفو إليها قلوب الذين يشتاقون إليها.
بقعةٌ قال فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) عندما كان يخرج اليها آخر الليل: (السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين وآتاكم ما توعدون، غدًا مؤجّلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد). بقعةٌ تجرّأ أعداء الله على انتهاك حرمتها وتعرّضت مشاهدُها المشرّفة إلى الهدم والتخريب لأكثر من مرّة بغية إهانة تلك البقاع المقدّسة وإخفاء نورها متناسين أنّ لهذه المراقد في قلب كلّ مؤمنٍ وموالٍ لله ورسوله هناك بقيعاً.
وكان هذا المجلس هو أحد الفقرات العزائية المنضوية ضمن برنامج العتبة العباسية المقدّسة الخاصّ بإحياء هذه المناسبة الأليمة التي ألمّت بالمؤمنين قبل (92) عاماً، وشمل البرنامج كذلك إلقاء محاضرةٍ دينية لفضيلة الشيخ صاحب الطائي الذي استعرض فيها عدداً من المظالم التي لحقت بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) سواءً في حياتهم أو بعد مماتهم(سلام الله عليهم) وكيف تعرّضوا للأذى والظلم بدءً من سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) وختاماً بمولانا الإمام الحجّة بن الحسن(عجّل الله فرجه)، لتستمرّ هذه السلسلة العدائية لهم وتصل حتى لمحبّيهم وأتباعهم وكلّ من يمتّ بصلةٍ لهم، وما تهديم تلك الأضرحة في بقيع الغرقد إلّا دليلٌ واضحٌ لهذه الظلامات، ولا زالت هذه الحالة موجودة حتّى في وقتنا الحاضر لقبور العظماء والملوك والخالدين، فهل يوجد أخلد وأطهر من ذرّية رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: