الى

أبو الفضل(عليه السلام) يمتطي صهوة الأمجاد ألقاباً يتوّجها بـ(أسد الأسود)..

قيل: إنّ العباسَ –كاِسْمٍ- من العبوس، وإنّ والدَه الإمامَ الوصيّ إنّما سمّاه بهذا الاسم لأنّه استشفّ من وراء الغيب أنّه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل.
لكنّ هناك وجهاً آخر لعلّه أولى وأقرب، بل لعلّه المتعيّن أنّ أمير المؤمنين(صلوات الله وسلامه عليه) إنّما سمّى وليده الحبيب بـ(العباس) تشبيهاً له بنوعٍ خاص من الأسود. فإنّ للأسد أسماءً كثيرة متداولة بين العرب المتقدّمين، وقد نصّ اللغويّون على وضع هذه الألفاظ للأسد أو على استعمالها فيه. وهي كثيرة منها: الهزبر، الضيغم، الليث، حيدرة، غضنفر، الحارث، الضرغام... وغيرها.
كذلك منها: العباس. ففي المنجد: "العباس.. من أسماء الأسد". بل في المعجم الوسيط: "العباس: هو الأسد الذي تهرب منه الأسود". ولعلّه يتبيّن من نصّ المعجم الوسيط وجه اختيار أمير المؤمنين(عليه السلام) لاسم العباس من بين الأسماء الأخرى للأسد.
فكما نعلم أنّ للسيف أسماءً كثيرة إلّا أنّ بعضها يدلّ على الآلة الحربية وزيادة كلفظ الصارم الذي هو اسمٌ من أسماء السيف الذي يدلّ على خصوصية فيه تفضّله على بقية أنواع السيوف وهي كون أنّ هذا السيف قاطع، ولعلّ بعض السيوف لا تبرز فيها هذه الخصوصية الواضحة ومع ذلك فيسمّى سيفاً إلّا أنّه لا يُسمّى بالصارم.
فكذلك لفظُ العباس فإنّه يدلّ على الأسد مع خصوصية في هذا الأسد تميّزه وتفضّله على باقي أنواع الأسود، وهو كون أنّه من القوّة والهيبة وخصائص الأسد الأخرى تهرب منه بقية الأسود خوفاً أو مهابةً فضلاً عن غيرها من باقي أنواع الحيوانات.
والمُلاحظ أنّ استعمال الأسماء المترادفة التي يراد من معناها "الأسد" في هذه الأسرة العظيمة شائعة ومتكرّرة، فجدّ أمير المؤمنين(صلوات الله عليه) من جهة والدته الطاهرة (فاطمة بنت أسد) اسمه "أسد"، وأميرُ المؤمنين نفسُه له اسمٌ آخر وهو الاسم الذي سمّته به أمّه بعد ولادته وهو "حيدرة" وهو أيضاً من أسماء الأسد.
و(العبّاس) من أسماء الأسد بل هو أسد الأسود -إذا صحّ التعبير- أو الأسد الذي تهرب منه الأسود وتهابه، وهو الأسد الذي تتجلّى فيه صفات الأسديّة بقوّة حتى يعلو بها على أمثاله.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: