الى

مخاطر الهجرة على الوطن والمواطن.. أسئلة يجيب عنها المرجع الديني الأعلى

(أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) القيامة36.
يظن البعض انه يمكنه أن يقرر ما يراه مناسباً دون أن يحصل له ما يضره، لمجرد أنه يعتقد بصحته ظاهراً.
هو لا يعلم أن قراره إن كان مخالفاً لسنن الله فإنها ستورث من يخالفها خسائر دنيوية بسبب هذه القرارات، والتي تسير في الناس بغض النظر عن اعتقادهم بها او عدمه، (فهل ينظرون إلا سُنة الأولين، فلن تجد لسُنة الله تبديلاً ولن تجد لسُنة الله تحويلا )، فمن هذه السنن، آثار الذنوب الوضعية في الدنيا، قبل حصول عقوباتها في الآخرة.
بعض هذه الذنوب يسلب التوفيق في النجاح، وبعضها يقطع الرزق، وأخرى يورث الفقر، ورابعة تورث الحزن، وخامسة تقطع النسل وغير ذلك.
ويأتي قرار الهجرة من الوطن ضمن سلسلة القرارات التي أتخذها أغلب المهاجرين العراقيين بصورة خاطئة، إذ أن أغلبهم ليس مضطراً، والكثير منهم يمتلك وظيفة أو داراً، أو له ما يعيله.
فلا هم قدّروا الضرر الذي سيلحق بدينهم ودين أبنائهم إن أنجبوا هناك في بلاد الغربة، ولا هم قدّروا حجم الضرر الذي سيلحق بمجتمعهم ووطنهم.
يدّعي أغلبهم أنهم قادرين على حماية نفسهم من الإنحراف، لكن أنّى لهم ضمان ذلك لأبنائهم؟!!!
يّدعون أن الوطن لم يعطهم شيئاً !! ونقول رداً عليهم:
الوطن لا يقدم خدمات، هذا واجب حكومة الوطن..
الوطن اعطانا الوجود، والتميز العقلي والجيني على غيرنا..
أعطانا الولاء الصافي للنبي وأهل البيت عليهم صلوات الله..
العراقي مفضل على غيره في التعيين من الأجانب في أوربا، ان تساويا في الامكانات..
العراقي يملك غيرة ومروءة تفوق غيره..
العراقي يمتلك ولاءً جعلت بلده عاصمة التشيع والنور الذي يهدي الأمم رغم تكالب الجميع، ومن بينهم إخوة يوسف!!! إخوته في الدين أو العرق أو المذهب..
العراق أعطانا الانتماء الذي اعطاه لإمام زماننا عجل الله فرجه، وبسبب ميزاته عن باقي البلدان اختاره عاصمة لدولة العدل الإلهي ..
هذا ما اعطانا اياه العراق..
نعم سلبتنا حكومة الوطن بسبب تقصير أغلب أفرادها معظم الخدمات، والكثير من التقصير..
فهل نجازي الوطن بالهروب منه لا لذنب اقترفه، فقط لأن حكومته سيئة؟!!
ام علينا سداد ثمن ما أعطانا اياه من ميزات بخدمته والبقاء فيه..
نهرب فقط لأن حكومته ظلمتنا؟!!!
الفرق شاسع بين الدولة والوطن، الوطن هو الأم والأب، والحكومة هي الظروف التي تسير هذين العظيمين..
قد تجعل الظروف الأب قاسياً على أبنائه، لكنه سيبقى يحبهم ولا يوجد من يحبهم أكثر منه، والأم كذلك..
ويبقى فضل الأب والأم علينا ما حيينا، انكرنا ذلك او اعترفنا به، فأنهم سبب وجودنا المادي بل والمعنوي... وعلينا ان نرد لهم الديّن.. وأنى لنا ذلك..؟!
العراق منحنا الكثير، يكفي أنه منحنا الطيبة والمروءة والأخلاق المتفردة بين الشعوب ومنحنا ارثا إيمانياً لا ينافسنا فيه أحد.. وها هو سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني - دام ظله – يرشدنا الى مخاطر مخالفة تلك السنن التي تضيع بها حياتنا ان خالفناها، فتعالوا نستمع لأسئلة المهاجرين إليه:
1. هل يجوز سفر المؤمن إلى البلدان غير الإسلامية ؟
ج: يجوز إذا جزم أو اطمأن بأن سفره إليها لا يؤثر سلباً على دينه ودين من ينتمي إليه .
2. متى يحرم السفر إلى البدان غير الإسلامية ؟
ج: إذا استوجب ذلك السفر نقصاناً في دين المسلم فهو حرام سواء أكان الغرض من السفر السياحة أم التجارة أم الدراسة أم الاقامة المؤقتة أم السكنى الدائمة ام غير ذلك من الاسباب .
3. ما حكم إذا تأكدت الزوجة وجزمت بأن سفرها مع زوجها يستلزم نقصاناً في دينها ؟
ج: يحرم عليها السفر معه .
4. ما حكم لو تأكد الاولاد البالغون أن سفرهم مع أبيهم يستلزم نقصاناً في الدين؟
ج: الجواب السابق .
5. ما حكم ما لو اضطر المسلم إلى المهاجرة إلى البلاد غير الإسلامية مع علمه بنقصان الدين ؟
ج: يقتصر في سفره على القدر الذي يرفع الضرورة ولا يزيد عليه , كما لو اضطر إلى السفر لانقاذ نفسه من الموت المحتم أو غير ذلك من الضرورات .
6. ما حكم ما لو علم المسلم المهاجر إلى البلاد غير الإسلامية أن بقاءه يؤدي إلى نقصان دينه أو دين أولاده الصغار ؟
ج: يجب هنا عليه العود إلى البلد الإسلامي .
7. ما حكم صلاة وصيام من حرم عليه السفر ولكنه سافر رغم ذلك ؟
ج: يكون سفره سفر معصية وبالتالي يجب عليه الاتمام في الصلاة والصوم في شهر رمضان , ولا يحق له القصر والإفطار مادام عاصياً .
8. ماذا لو منع الوالد ولده من السفر شفقة عليه أو خوفاً عليه من خطورة الطريق أو كان فراقه فيه مشقة على الأب ؟
ج: لا يجوز للابن السفر في كل تلك الفروض .
9. ماحكم ما لو خاف المهاجر من نقصان دين أولاده , فهل يحرم عليه البقاء في البلدان غير الإسلامية ؟
ج: نعم يحرم عليه ذلك .
10. ما حكم مالو سافر الزوج تاركاً زوجته ؟
ج: لا يجوز اطالة السفر من دون عذر شرعي اذا كان يفوّت على الزوجة حقها لاسيما إذا لم يكن لضرورة عرفيه , بل لا يجوز ترك وطئ الزوجة الشابة أكثر من أربعة أشهر إلا لعذر كالحرج أو الضرر , أو مع رضاها , أو مع اشتراط تركه عليها حين العقد , بل لو هجرها بالمرّه عُدّ ناشزاً شرعاً .
تعليقات القراء
1 | فاطمة | 10/09/2015 | المملكة العربية السعودية
مقال رائع وفي ووقته والله يعين أهلنا العراقين على ضروفهم القاسية والله يثبتهم على الولاية ويخلصهم من أعدائهم في الداخل والخارج ويحفظ ويطيل في العمر المبارك للسيد السيستاني .
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: