الى

بمحاور قرآنية ودينيّة وفلسفية تتواصل الجلسات البحثية لمؤتمر العميد العلميّ العالميّ الثالث..

جانب من الجلسة
شهدت قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة بعد ظهر اليوم (3ذي الحجّة 1436هت) الموافق لـ(17أيلول 2015م) وضمن فعّاليات مؤتمر العميد العلميّ العالميّ الثالث انطلاقَ جلسات البحوث ذات المحاور القرآنية والدينية والفلسفية بمشاركة أربعة باحثين وحضور شخصياتٍ دينية وثقافية أكاديميّة من داخل وخارج العراق.
استُهِلّت هذه الجلسة ببحثٍ توسّم بعنوان: (الأسس العقدية للأمّة في فكر الإمام الرضا -عليه السلام-) للشيخ الدكتور صاحب محمد حسين نصّار من جامعة الكوفة / كلية الفقه، مبيّناً فيه: "إنّ في طيّات هذا المفهوم (الأمّة) أكثر من غموض وجدل في الأفكار الاجتماعية، ومن أهمّ الخصوصيات التي وضعتها الدراسات الغربية في البناء الحضاري للأمم هو قيام أيّة أمّة على ركائز مهمّة من جانبَيْن هما الجانب الموضوعي المتمثّل بلغة الأمّة لأنّه الأداة التواصلية وتاريخهم الذي تربطهم به معالم مشتركة من عادات وتقاليد وثقافة في أيّ بلد. والجانب الذاتي المتمثّل بمجموعةٍ من الروابط التي لها علاقة بشخصية هذه الأمّة الحضارية كرابط الهوية والتعايش السلمي مع الآخر، وبهذا يُعطي هذا المفهوم بُعْداً تركيبياً تتداخل فيه جملةٌ من المرتكزات وهي: (الدولة, الجماعة, بناء الأمّة أو الدولة الأمّة)".
أمّا البحث الثاني فكان بعنوان (تأسيس علم الكلام الإسلامي عند الإمام أمير المؤمنين -عليه السلام-) للدكتور حسين حمزة شهيد من قسم الفلسفة في كلية الآداب / جامعة الكوفة، مبيّناً: "أنّه من بين العلوم التي نشأت في البيئة الإسلامية هو علم الكلام الذي حاول من خلاله علماء الإسلام الدفاع عن العقيدة الإسلامية في مقابل الديانات والمذاهب الوافدة على الإسلام من يهودية ومسيحية وغيرها، فهناك ثمّة إشكالية تتعلّق بنشأة هذا العلم". وحاول الباحث هنا أن يقف على هذه الإشكالية بدراسته لموضوعات هذا العلم عند الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) بوصفه مؤسّساً له وبطلان دعوى الفريق الآخر القائل بأنّ المعتزلة هم مؤسّسو هذا العلم، انطلاقاً من مسلّمة بديهية وهي أنّ الأئمّة(عليهم السلام) لم يكونوا بمعزلٍ عن هذه المذاهب والتيارات الفكرية.
والبحث الثالث كان بعنوان: (أهل البيت والأنبياء في القرآن الكريم مهاد في المنبع والمداد) للباحث الأستاذ محمد محمود زوين من العراق، وقد طرح في بحثه هذا جملة من النظريات التي تُثبت الصلة الوطيدة بين الأئمّة والأنبياء(عليهم السلام) من جهة، ومن جهةٍ أخرى تبيّنهم بأنّهم منبع ورافد من روافد العلم والمعرفة، واستدلّ الباحث بعددٍ من الآيات القرآنية والروايات التي تُثبت هذا المعنى وتؤكّده.
لتُختَتَمَ هذه الجلسةُ ببحثٍ حمل عنوان: (الإمام الباقر(عليه السلام) والارتقاء المعرفيّ.. آثاره في تفسير القرآن) للأستاذ المساعد الدكتور صادق فوزي النجادي حيث أوضح في بحثه: "أهل البيت(عليهم السلام) قد ورثوا علوم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهم رفقاء القرآن الذين لا ينفصلون عنه، فهم المرجع بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في التفسير وبيان الأحكام، ومنهم الإمام محمد الباقر(عليه السلام) فهو مرآةٌ عاكسة للقرآن الكريم، وقد بلغ في ذلك شوطاً بعيداً وسجّلت نظراته التفسيرية بالقرآن الكريم في سجلّ كتب المفسّرين، واستنار بها أعلام الحفّاظ والمجتهدين وقدّم مضامين استدلالية مهمّة في تفسير آيات القرآن الكريم".
بعدها اعتلى الباحثون المنصّة ليستمعوا لملاحظات واستفسارات الحاضرين وقد قاموا من جانبهم بمناقشتها والإجابة عنها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: