الى

في الطريق إلى زيارة الأربعين.. مشاهد وصور من ولاء المحبين

الجموع الموالية  متجهة صوب كربلاء الفداء
الجموع الموالية متجهة صوب كربلاء الفداء
تظاهرة جماهيرية هي الأعظم في العالم.. تلك هي زيارة الأربعين التي يسهم فيها الملايين من الناس الذين وحد قلوبهم حب الامام الحسين عليه السلام ودفعهم بكل شغف سائرين على أقدامهم متوجهين إلى مدينة كربلاء المقدسة التي تحتضن جسده الشريف وأجساد اخيه أبي الفضل العباس وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام جميعاً.

وهذه الحركة العظمى إنما تأتي إحياءً لمظاهر الحق التي تجلت في وقوف الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه في وجه الظلم والفساد والطغيان المتمثل في الحكم الأموي لا سيما يزيد بن معاوية الذي كان يهدد رسالة الإسلام وتعاليمها السمحاء بالفناء..

ومن هذا المنطلق نؤمن بأن كل المشاركات الجماهيرية ومظاهر إعلان الحب والولاء للإمام الحسين عليه السلام هو عنوان لتجديد البيعة في تظاهرة مؤيدة للدور التاريخي لملحمة الطف الخالدة التي أعادت لرسالة الإسلام تعاليمها المحمدية كما أراد لها الله تعالى، وحمتها من التحريف المقصود الذي كاد أن يقضي عليها.

كما أعادت الثورة الحسينية للإنسان الحر كرامته وعزته من خلال ثورة ألهبت مشاعر المسلمين وجعلت قلوبهم تتعلق بإمامهم الحسين عليه السلام..

لذا نجد الملايين من المحبين والمواليين يشتركون في المسير وتسهيل خدمات المبيت والطعام، والصلاة والدعاء ويتبادلون الأحاديث الروحانية والإنسانية، والأفكار والثقافات فيما بينهم، كما تعد هذه المسيرة بمثابة دعوة الى الله عز وجل، وإلى تعاليم الإسلام، وإلى محبة آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم..

وهي أيضاً دعوة لتطهير النفس من آثامها والتطلع الى القيم الفاضلة التي دعا اليها الاسلام.. وفي ظل هذا الإحساس الجماهيري المتنامي بضرورة إحياء الشعائر الحسينية وإقامة مواكب العزاء والحزن في مسيرات منظمة تحيى فيها ذكرى واقعة الطف ضد قوى الشر والظلام نجد أن هناك من يقومون بتقديم خدمات جليلة للزائرين، باذلين جهدهم وأموالهم حباً وكرامة لشخص الامام الحسين عليه السلام..

ومن خلال وجود مراسلي موقع الكفيل حسين شلشل جمعة وسجاد مالح كاظم ضمن الماشين بين تلك الجموع الغفيرة السائرة إلى كربلاء من البصرة مرورا بمحافظات ذي قار والسماوة والقادسية والنجف الأشرف وبابل وصولاً إلى كربلاء، نقل إلينا مشاهد وصور عايشها لحظة بلحظة فقال:

ذاكرات النقال بالمجان!!

في الطريق الى الإمام الحسين يجد الزائر كل شيء، فعند مبيت الزائر عند أحد المضيفين يجد كل أسباب الراحة التي يستعد المحبين والمواليين لتوفيرها قبل الموسم، وعند مبيتي في مضيف (أبو زياد) في منطقة الدير في محافظة البصرة، سألت أحد أبنائه ويدعى (سجاد) عن محل لبيع الموبايلات، فسألني عن سبب ذلك فقلت له أريد ذاكرة (momory card) تكفي لخزن الصور التي ألتقطها لصالح موقع الكفيل، فجاءني بذاكرة وأعطاني إياها، فرفضت في البداية أخذها لكنه أصر على أن اعتبرها هدية فقبلتها منه، وقد شاهدت أمامي الأخ (سلام) ونحن في ضيافة السيد (نعمة الموسوي) من قضاء المديّنة في محافظة البصرة، وقد سأل الأخ (سلام) السيد (نعمة) أن يرسل أحداً ليشتري له سماعة خارجية لهاتفه، لأن سماعة جهازه تعطلت، عندما سمع ذلك السيد (نعمة) جاءه بجهازه وأعطاه إياه فرفض الأخ (سلام) ذلك لما وجده من كرم الضيافة غير المعقولة في بيت السيد (نعمة) فضلاً عن أن يعطيه هاتفه مجاناً!!! وأصر السيد على أن يأخذ الأخ سلام الجهاز قائلاً له: لم أقدم لك شيئاً يستحق منك هذا المدح وأرجو أن تعذرني يا أخي عن التقصير!!! وفعلاً قبل (سلام) الهدية وهو خجلٌ من هذا الكرم العجيب.































تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: