العتبة المقدّسة بعد أن استنفرت إمكاناتها كافّة في توفير الإطعام والإيواء والخدمات الطبّية والثقافية والتبليغية، لم تتوقّف عند ذلك فحسب، بل أسهمت في إدخال التقنيات الحديثة لخدمة الزائرين، والإفادة من التطوّر التقني في مختلف المجالات.
تثبيت كاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعيّ لعدّ الزائرين

عمل قسمُ الاتّصالات وأمن المعلومات في العتبة العبّاسية المقدّسة، على تثبيت كاميراتٍ تعمل بالذكاء الاصطناعيّ لعدّ زائري أربعين الإمام الحسين(عليه السلام) للعام 1447هـ.
رئيس القسم، المهندس فراس عباس حمزة قال: إنّ "ملاكاتنا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في الحكومة المحلية بمحافظة كربلاء، نصبت كاميرات عدّ زائري الأربعين في خمسة محاور مؤدّية إلى المدينة، يسلكها الزائرون".
وأضاف، أنّ "الكاميرات تمتاز بحداثتها وتطوّرها، وتعمل باستخدام الذكاء الاصطناعيّ، ممّا يمكّنها من تحليل البيانات وعدّ السائرين وراكبي العجلات وتساعد في تنظيم الزيارة المليونيّة، وتقديم مختلف الخدمات للزائرين".
خدمة إرشاد التائهين عبر تطبيق حقيبة المؤمن

أطلق قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة، خدمة إرشاد التائهين عبر تطبيق حقيبة المؤمن.
ويقدّم هذه الخدمةَ مركزُ التطبيقات والبرمجيات الإسلاميّة التابع للقسم؛ بهدف التعرّف إلى التائهين وسط الحشود المليونيّة وإيصالهم إلى ذويهم بأسرع وقت.
وقال مديرُ المركز، السيد علي الجياشي "في ظلّ التطوّرات التي يشهدها مجال التطبيقات التكنولوجية، ونظرًا لارتفاع أعداد الزائرين المستمرّ في كلّ موسمٍ من مواسم زيارة الأربعين المباركة، أطلقنا خدمة إرشاد التائهين".
وأضاف أنّ "المركز زوّد الخدمة بميزة التعرّف إلى الوجوه؛ ممّا يُتيح للمستخدمين الإبلاغ عن حالات الفقدان مباشرةً، وتحديد موقع الفقدان بدقّة؛ للإسهام في تسهيل عمليّة البحث"، مشيرًا إلى أنّه "يُمكن البحث عن التائهين الذين عُثر عليهم عبر قاعدة بياناتٍ تُحدّث باستمرار داخل التطبيق".
وبيّن الجياشي أنّ "بإمكان المستخدمين رفع صورة الطفل وبياناته سابقًا، وعند الإبلاغ عن فقدانه تتعرّف التقنية إلى الوجوه بمقارنة الصورة مع ما هو موجود في قاعدة البيانات، وفي حال العثور على تطابقٍ يُرسل إشعارٌ فوريّ إلى ذوي الطفل والمشرِفِين على الخدمة".
تطبيق إعلامي لإدارة الوسائل الإعلامية

عمل قسمُ الإعلام في العتبة المقدّسة منذ العام الماضي 1446هـ، على إطلاق تطبيق (إعلامي)، المخصَّص لتنظيم وإدارة الوسائل الإعلاميّة.
وقال رئيسُ القسم السيّد علي البدري، إنّ "التطبيق يُعدّ بوّابةً للحصول على تصاريح التصوير، ويوفّر بيئةً افتراضيّة يتواصل من خلالها المصوّرون والمهتمّون بتوثيق الزيارات المليونيّة في كربلاء، ممّا يُسهم في نشر الصور والفيديوهات والتقارير الخاصّة بزيارة الأربعين، وزيارة العاشر من المحرّم على نطاقٍ أوسع".
relatedinner
وأضاف أن "الشعب التابعة للقسم: التسويق الإعلامي، الجودة، وتقنية المعلومات والشبكات، عملت هذا العام 1447هـ، على إطلاق تحديثٍ جديدٍ للتطبيق الذي يسهّل عملية الحصول على الباجات وتصريحات التصوير، عبر تسهيل عملية ملء البيانات".
منظومات تقنية متكاملة لتعزيز الأمن والخدمات في زيارة الأربعين
في مجال تعزيز الأمن، وظّفت العتبة العباسية المقدسة عددًا من الأنظمة والتقنيات الحديثة لتعزيز مستوى الأمن والتنظيم والخدمات المقدمة لزائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
ففي الجانب الأمني، يمر الزائر قبل دخوله مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) بثلاث نقاط تفتيش رئيسة، مجهزة بأجهزة السونار (الرايبسكان) المتخصصة بفحص الحقائب والمعدات وباستخدام الأشعة السينية.
وتعمل هذه الأجهزة على الكشف عن أي مواد مشبوهة أو خطرة، وتسهم في حفظ الأمن وضمان سلامة الزائرين بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة.

وفي جانب خدمة الاتصال، تعتمد العتبة المقدسة على منظومة اتصالات لاسلكية حديثة، تربط جميع أقسامها بمحيطها الخارجي والجهات الداعمة، عبر ترددات خاصة لكل قسم.
أسهمت هذه المنظومة في ضمان سرعة الاستجابة وسلاسة التنسيق، ولا سيّما في حالات الطوارئ، وتسهيل حركة الوفود والزائرين.
أمّا منظومة الكاميرات الذكية، فقد عُزّزت بكاميرات تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، نُصبت في المحاور المؤدية إلى كربلاء، تعمل على عدّ الزائرين وتحليل البيانات المتعلقة بحركتهم، وتؤدي هذه الكاميرات ثلاث مهمات رئيسة: أمنية، عبر مراقبة المحاور والأماكن الحساسة، خدمية، كمتابعة أماكن النفايات وحافظات المياه، وتنظيمية، عن طريق الزحام وتنظيم حركة المواكب.
وقد أسهمت هذه التقنيات مجتمعة في تحسين مستوى الخدمات، وتوفير بيئة أكثر أمنًا وتنظيمًا للملايين من الزائرين، ضمن خطة متكاملة تعتمد على الدقة، والاستجابة السريعة، والتنسيق العالي.

وفي الحديث عن جهود التغطية لمراسم الزيارة، تبرز شبكة الكفيل العالمية، وهي منظومة إعلامية تابعة للعتبة العباسية المقدسة، تُعنى بتقديم محتوى إعلامي وثقافي متنوع، يربط الزائرين بالعتبات المقدسة ويعزز الوعي الديني، عبر استخدام تقنيات حديثة ومتطورة في مختلف مجالات العمل.
تقدّم هذه الشبكة المحتوى بـ 9 لغات، وتحتوي على أكثر من 47 موقعًا، وتغطي الشبكة مختلف فعاليات العتبة المقدسة وأنشطتها، وأخبار العتبات الأخرى، وتوفر خدمات إلكترونية للزائرين، منها: الزيارة بالنيابة، والرسائل لضريح أبي الفضل العباس (عليه السلام)، والاستفتاءات الشرعية، وخدمة المفقودات.
