الى

بدء مراسيم الحداد باستبدال راية قبّتي حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) إيذاناً بحلول شهر محرّم الحرام..

أُقيمت بعد صلاتي المغرب والعشاء من هذا اليوم (30ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(14تشرين الأوّل 2015م) مراسيمُ استبدال راية قبّتي حرم أبي عبدالله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام).

وقد أُجريت هذه المراسيمُ وسط حضورٍ جماهريّ ضخم غصّ به صحنا العتبتين المقدّستين وما بينهما، وبتغطيةٍ إعلامية مباشرة من قبل عددٍ من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الخاصّة بالعتبتين المقدّستين.

وكانت البدايةُ كالمعتاد في رحاب العتبة الحسينيّة المقدّسة بتلاوةٍ من آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ أسامة الكربلائي، ثم جاءت كلمةُ رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي التي بيّن فيها: "نستبدل اليوم الراية الحمراء بالراية السوداء، لكنّنا على يقين أنّ تلك الراية الحمراء التي تدلّ على بقاء الثأر، وأنّ دم الإمام الحسين(عليه السلام) لا زال يفور وهو يطلب حقّ المظلوم من الظالم على أمد الدهر".

مؤكّداً: "إنّ راية الإمام الحسين(عليه السلام) الخفاقة هي إعلانٌ بأنّ الدين الإسلامي الحنيف لا زال سائراً على النهج المحمدي الأصيل".

بعدها جاءت كلمة الأمين العام للعتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي التي ذكر فيها: "أنّ جبرائيل(عليه السلام) ينزل من السماء ليعزّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمصاب الإمام الحسين(عليه السلام) منذ ولادته، فإذا كانت الملائكة تنزل كلّ عام لتعزّي النبي، لماذا نحن لا نجدّد العزاء كلّ عام؟؟!".

مبيّناً وهو يخاطب الحشود: "أنتم أيّها الإخوة وعدُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لابنته فاطمة(عليها السلام)، بأن تقيموا العزاء للإمام الحسين(عليه السلام) في كلّ زمانٍ ومكان، فهنيئاً لكم هذا الشرف العظيم".

وعلى اللحن الجنائزي ابتُدِئت مراسيمُ إنزال الراية الحمراء ورفع الراية السوداء من على قبّة حرم أبي عبدالله الحسين(عليه السلام).

بعد ذلك توجّهت الحشود إلى حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) لاستبدال راية القبّة الشريفة، حيث ألقى الأمينُ العام للعتبة العباسية المقدّسة السيد أحمد الصافي كلمةً بيّن فيها: "أيّها الإخوة والأخوات تعوّدنا في كلّ عامٍ أن نكون في خدمتكم لنتعلّم منكم وأنتم تجدّدون عهدكم لسيد الشهداء(عليه السلام)، فأنتم تعلمون وأعداؤكم يعلمون أنّ للحسين(عليه السلام) جمرةً ومحبّةً في قلوب المؤمنين لا تنطفئ، مهما حاول أعداؤه خلق حاجزٍ بينكم وبين إمامكم، واستخدموا القتل والترهيب ولكن لا زالت هذه المحبّة أبقى وأقوى".

مضيفاً: "إنّ شعار (أبد والله لا ننسى حسيناه) باقٍ أمد الدهر، لأنّ خطّ الإمام الحسين(عليه السلام) هو الحياة الحقيقية في الدنيا والآخرة، ولأنّه الامتداد الحقيقيّ لرسالة السماء الخالدة التي جاء بها خاتم الرسل النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله)".

مؤكّداً وهو يخاطب الحشود: "هناك إخوةٌ تعوّدوا أن يحضروا في كلّ عامٍ بيننا، إلّا أنّ هناك مانعاً حال دون قدومهم، فهم الآن في سوح القتال يدافعون عن وجودنا وكرامتنا، وهم يمرّون بأصعب الظروف ولكن هذه الظروف لم تفتّ عضدهم، لذا أطلب منكم أن ترفعوا أيديكم بالدعاء لهم بالنصر المؤزّر والعاجل على الأعداء".

بعدها أعلن الأستاذ علي الصفار أنّ العتبة العباسية المقدّسة اعتادت أن تستلم رايةً في كلّ سنةٍ من إحدى محافظات العراق العزيزة، وكانت الرايةُ في هذه السنة مقدَّمةً من محافظة بغداد، بعد ذلك تمّ إنزال الراية الحمراء –كما في العتبة الحسينية المقدّسة- على اللحن الجنائزي لتحلّ محلّها الراية السوداء، ليكون ختام هذه المراسيم بمجلس عزاءٍ للرادود الحسينيّ باسم الكربلائي.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: