إنّ مستشفى الكفيل التخصّصي التابع للعتبة العباسيّة المقدّسة ذلك الصرح المبارك علامةٌ مميّزة وخطوةٌ متطوّرة في الجانب الصحّي في بلدنا الجريح، وهو ما يثبت براعة العقلية العراقية في التخطيط والإنجاز إذا ما توفّرت لها الظروف المناسبة.. هذا ما بيّنه مجموعةٌ من الأطبّاء العراقيّين المغتربين خلال حضورهم حفل افتتاح مستشفى الكفيل التخصّصي الذي أُقيم مؤخّراً وكان حضورهم تلبيةً لدعوةٍ وجّهت اليهم من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة، وذلك يأتي انسجاماً مع نهجها الداعم للعقول العراقية المهاجرة والعمل على الاستفادة منها.
حيث بيّن الدكتور صاحب الظاهر في كلمته التي ألقاها نيابةً عنهم أثناء حفل الافتتاح: "إنّ بناء أيّ نظامٍ صحّي رصين وبمستويات عالية يُعدّ من أهمّ الجوانب للحكم على رقيّ المجتمعات على المستوى المدنيّ، وقد شاهدنا أنّ هذا الجانب قد حظي باهتمامٍ كبير في الدول الغربية وأصبح مدعاةً للتطوّر العلمي فيها، واليوم نجتمع في هذا الصرح المبارك وكلّ الأساتذة الذين حضروا من دول المهجر يشاركونني في الرأي أنّ هذا الصرح المبارك علامةٌ مميّزةٌ وخطوةٌ متطوّرة في الجانب الصحّي في بلدنا الجريح، وهو ما يثبت براعة العقلية العراقية في التخطيط والإنجاز إذا ما توفّرت لها الظروف المناسبة ومنها الأمن، أعزّ الله حشدنا الشعبيّ المقدّس لتوفيره لنا في هذه المحافظة المقدّسة".
وتابع: "أودّ أن أُشير الى جوانب أخرى ممّا شاهدناه هنا في كربلاء المقدّسة أنّ الجهود المبذولة من قبل العتبة العباسيّة المقدّسة والكوادر العاملة معها لإنجاز هذا العمل حقيقةً هي محلّ احترامٍ وتقدير، وممّا جذب انتباهنا الشديد هو حالة الشمولية في التخطيط والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي لها القابلية على تقديم خدمة حقيقية مع توافر عوامل أخرى لإنجاح أيّ عملٍ صحّي كبير من قبل نظامٍ رصينٍ وكوادر طبيّة وتمريضيّة ومساندة بمستويات عالية".
واستدرك الظاهر: "إنّ العمل الجدّي الرصين والانفتاح على الآخرين من الأركان اللازمة لإنجاح مثل هذه المشاريع، وهذا ما وجدناه جليّاً وواضحاً لدى المسؤولين على هذا المشروع المبارك، لا أبالغ إذا قلت إنّ هكذا مشروع طالما ذُكر برسالة السماء السامية التي رفع لواءها الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار(صلوات الله وسلامه عليهم) ومن بعدهم العلماء العاملون المخلصون، ويُعطي دليلاً أنّ الدين هو الحياة، قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): (اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً)، وفهمي المتواضع أنّ هذ العمل المبارك هو من الإصلاح في هذه الأرض".
واختتم: "أنا على يقينٍ أنّ الكثير الكثير -وصدّقوني عندما أقول الكثير فإنّهم بالمئات إن لم يكونوا بالآلاف- أنّ الكثير من إخوانكم وأخواتكم الأطبّاء والطبيبات في المهجر الذين بذلوا سنين طويلة في العمل والبحث والتطوّر على استعداد لتقديم يد المساعدة والعمل معكم لرفع المستوى الصحّي والعلمي في العراق، وبينكم اليوم بعضُ رسلهم اليكم وفي نفس الوقت نحن نأمل من الحكومة العراقية والحكومة المحلية تقديم التسهيلات في ذلك، فهذه فرصة كبيرة لاستثمار الكفاءات العراقية في المهجر".