الى

الانتهاء من خطّ وتصنيع الكتيبة القرآنية الواقعة داخل الشبّاك الجديد لأبي الفضل العباس(عليه السلام)..

جانب من الكتيبة
بوتيرةٍ متصاعدة وهمّةٍ عالية من قبل كوادر مصنع صناعة الأضرحة والشبابيك التابع للعتبة العباسيّة المقدّسة تشهد الأعمال الخاصّة بصناعة الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام) يوماً بعد آخر تقدّماً واضحاً بشقّيها التصنيعيّ والتركيبيّ، فبعد أن شارفت أعمال تصنيع أجزاء وقطع الشبّاك الشريف من الخارج على الانتهاء بوشر وبنفس الهمّة لتصنيع أجزائه الداخلية التي لا تقلّ أهميّةً عن قريناتها أيضاً، حيث تمّ بحمد الله تعالى وببركات أبي الفضل العباس(عليه السلام) الانتهاء من تصنيع الكتيبة القرآنية الواقعة داخل الشبّاك الشريف والتي تحيط بأركانه الداخلية الأربعة والتي صُنعت بطريقةٍ فنيّة رائعة وبما يتلاءم مع قيمة هذا المنجز الكبير.

الكتيبة القرآنية هي عبارة عن (افريز) كتابي وقد خُطّت بيد الخطّاط العراقي فراس البغدادي، واختير عليها الآيات من الآية (34) من سورة النور (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) الى الآية (42) من نفس السورة (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، وبشكلٍ جميلٍ متناسق بطول (18متراً) وعُرْض (42سم)، وقد نُفّذت في ورش المصنع وبأيدي خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام) من النجّارين المَهَرَة، كذلك استُخدِمَت التقنيات الحديثة في التنفيذ باستخدام مكائن متطوّرة وبإشراف كوادر المصنع لتجتمع المهارة والخبرة اليدوية للنجّارين مع تقنيات (CNC) الكمبيوترية الحديثة في إخراج هذا العمل.

استُخدِمَ خشب الساج البورمي في صناعة أرضية هذه الكتيبة وخشب البلّوط الأبيض للكتابة ممّا أعطى لمسةً فنية إضافيّة، حيث برزت حروف الكلمات القرآنية باللون الأبيض الطبيعيّ على الأرضيّة الساجية، وتمّ عمل الحروف والكلمات وحركاتها وعُشِّقَت أجمعها بإحكام مع الساج بعد حفره لتكون ككتلةٍ واحدة وأُحيطت الكتيبةُ بإطارين زخرفيّين جميلين متناغمين مع باقي أجزاء الكتيبة من الأعلى والأسفل، نُفّذا بنفس طريقة صناعتها ليظهر الإطاران جميلين زاهيين بألوانهما الطبيعيّة معرّقَيْن مع الأرضيّة، فبدت كأنّها لوحةٌ رُسِمَت بيد فنان مبدع.

ومن الميزات الإضافية التي امتاز بها هذا العمل هو أنّه لم يتمّ استخدام أيّ ألوانٍ أو أصباغ بل اعتُمِدَ على ألوان الخشب الطبيعيّة الذي استُورِد من مناشئ عالمية بمواصفاتٍ وجودةٍ عاليتين، ومن ألوانه الخشب الأبيض بتدرّجاته والأصفر والأخضر والأسود والبنفسجي والأحمر والساجي، أمّا أنواعه فكان من خشب الساج والبلّوط والزان والنارنج والسيسم والجاوي والسنديان والجوز، وقد استخدمت جميع أنواع هذه الأخشاب وفقاً لنسب وقياسات خاصّة أُعِدَّت مسبقاً لإنجاز هذا العمل المبارك.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: