الى

إحياءً لذكرى النهضة الحسينية المباركة: العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تُقيم مهرجان عاشوراء الثقافي السنويّ في جامعة بغداد..

أقامت العتبةُ العباسيّةُ المقدّسة متمثّلةً بشعبة العلاقات الجامعية يوم أمس الثلاثاء (27محرّم الحرام 1437هـ) الموافق لـ(10تشرين الثاني 2015م) وذلك ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني مهرجان عاشوراء الثقافيّ السنويّ الرابع تحت شعار: (الإمام الحسين(عليه السلام) منهجٌ راسخٌ ومسيرةٌ خالدة) إحياءً لذكرى استشهاد الإمام أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وذلك بالتعاون مع رئاسة جامعة بغداد.

استُهِلّ المهرجانُ الذي شهد حضوراً واسعاً لوفود العتبات المقدّسة ومشايخ الدين الأفاضل وعددٍ من الشخصيات الثقافية والعلميّة بالإضافة الى جمعٍ كبيرٍ من الأساتذة والطلبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد حيدر جلوخان، جاءت بعدها كلمةُ رئاسة جامعة بغداد التي ألقاها ممثّلها الأستاذ الدكتور أسامة العاني حيث جاء فيها:

"من دواعي سرورنا أن تشترك أمّ الجامعات العراقية -جامعة بغداد- مع العتبة العباسيّة المقدّسة في إقامة مهرجان عاشوراء السنويّ الثقافيّ الرابع لإحياء ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين(عليه السلام) الذي يمثّل رمزاً ومَثَلاً عظيماً للشجاعة والفداء والإخلاص للرسالة المحمّدية، وهو مدرسةٌ شاملةٌ نستلهم منها كلّ القيم والمثل العُليا لأنّها الامتداد الحقيقيّ لمدرسة جدّه الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله)، إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) فلسفةُ ثورةٍ يشهد لها التاريخ الإنسانيّ الخلود بنقاوة نضوجها الفكريّ فكانت واقعةً عاشت حيّةً في ضمير أحرار العالم بمحورية المبادئ التي تحلّت بها قضيةُ الإمام الحسين، لكونها عمّقت مبدأ التعايش السلميّ والدفاع عن المظلومين في إطار النظام العالمي بما لها من العمق الفكريّ والنفسيّ لتهيئة البشرية وصولاً الى التكامل الفكريّ وفق نظام تحقيق العدالة الإنسانية بين البشر لأنّ واقعة الطفّ تمثّل خير انتصارٍ لإرادة الإيمان والتضحية على صراع المصالح، إنّنا اليوم إذ نحيي ذكرى الإمام الحسين وفاءً وإيماناً وخشوعاً ونقيم المحاضرات والندوات ونغتنم الفرصة لنجعل هذه الذكرى لنا وللجميع وعدم حصرها في إطارٍ مذهبيّ ضيّق لأنّ الوفاء الحقيقيّ للحسين(عليه السلام) يكون من خلال التمسّك بالمبادئ التي استُشهد من أجلها".

لتأتي بعدها كلمةُ العتبة العباسيّة المقدّسة التي ألقاها نائبُ الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم والتي بيّن فيها: "أيّها الحضور الكريم كانت هناك عدّة مقوّمات للإمام الحسين(عليه السلام) حتى يكون مشروعه متكاملاً سواءً من الأشخاص الذين اختارهم رجالاً ونساءً أو الأرض التي دارت عليها الواقعة، فالأرض هي جزءٌ من هذا المشروع الكبير الذي هو مشروعٌ سماويّ يمتدّ الى هذا اليوم والى ظهور الإمام المهديّ(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وكما قلنا الأرض جزءٌ من هذا المشروع وهي أرض العراق، لأنّ هناك حكمة إلهية أراد الإمام الحسين(عليه السلام) أن يكون مشروعه في العراق وينطلق منه الى العالم، كما كان والده أمير المؤمنين(عليه السلام) حينما تولّى الخلافة كانت عاصمتُه في العراق، والإمام المهديّ(عليه السلام) أين بداية تكوين دولته؟؟ أيضاً ستكون في العراق، إذن ثلاثةُ أئمّة محاور رئيسية للعالم الإسلامي بل للعالم أجمع يكون اختيارهم أرض العراق هل جاء هذا بشكلٍ عفويّ؟؟ لا.. إنّه تخطيطٌ إلهيّ أن يكون هذا البلد محوراً أساسياً في العالم، هناك رابطةٌ كبيرة بين الإمام الحسين والإمام المهدي(عليهما السلام) كما نعلم، ما هي الرابطة؟ كلّنا يقرأ الزيارة (السلام عليك يا ثأر الله) هذا يعني أنّ الله يريد الثأر فمَنْ يأخذ الثأر؟ هل الثأرُ بقتل مَنْ قتل الإمام الحسين؟؟ لا.. إذن الثأر ممَّنْ؟ الثأر يكون بعودة الحقّ الى أهله، فثأر الله هو الإمام المهديّ(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وهو الذي يأخذ الثأر لتعود دولةُ العدل الإلهيّ له، ولعلّ ما يجري في العراق مقدّمات لظهور الإمام القائم، فالحرب الدائرة الآن ليست بين العراق وما يُسمّى بـ"داعش"، الحرب الآن بين حقٍّ وباطل، ولكن العراق صار أرضاً لهذا المشروع لأنّ فيه أبطالاً أشدّاء يحبّون أهل البيت(عليهم السلام) ولعلّ فتوى المرجعية الدينيّة العُليا كانت خير دليلٍ على ذلك، فإذن نحن مباركون بهذا البلد العظيم والنصر قريبٌ إن شاء الله تعالى".

بعدها ألقيت قصائد بحقّ شهيد الإنسانية ورمز التضحية سبط الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين(عليه السلام) ملحّنةً على هامش الطفّ وثرى كربلاء قدّمتها فرقةُ إنشاد العتبة الحسينيّة المقدّسة، ثمّ قدّم بعدها الدكتور علي السامرائي بحثه الموسوم بـ(الحسين إرادة الله في أرضه) الذي تحدّث فيه عن الشخصية العظيمة للإمام الحسين(عليه السلام) وعن أهداف ومبادئ ثورته المباركة.

كما تمّ عرضُ فيلمٍ وثائقيّ عن مراحل إنجاز وطباعة المصحف الشريف الذي يُعَدّ أوّل مصحفٍ يُنجز في العراق بحرف الخطّاط العراقي وبأيادي خدمة أبي الفضل العباس(عليه السلام)، بعد ذلك أُلقيت القصائدُ الشعرية التي جسّدت النهضة المباركة للإمام الحسين(عليه السلام).

وفي نهاية المهرجان تمّ تقديم هدايا تبرّكية من قبل العتبة العباسيّة المقدّسة للأساتذة والمشاركين في هذا المهرجان ليتوجّه الحاضرون بعدها لافتتاح معرض الكتاب الذي ضمّ نتاجات متنوّعة ومتعدّدة للعتبات المقدّسة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: