الى

إيذاناً باستقبال الزائرين المعزّين في أرض الكرامة والفداء رايةُ حامل اللواء تعلو مضيف العتبة العبّاسية المقدّسة..

الراية
اعتادت العتبةُ العبّاسية المقدّسة في كلّ عامٍ وبالتحديد في الأوّل من شهر صفر الخير، على تأدية مراسيم خاصّة لرفع راية المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) لتعلو خفّاقةً في المضيف الخارجيّ للعتبة المقدّسة الواقع على طريق (كربلاء المقدّسة - النجف الأشرف)، إيذاناً بالجاهزيّة التامّة لاستقبال الزائرين المعزّين بأربعينيّة الإمام الحسين(عليه السلام) ومن أجل تعريف الزائر الذي اعتاد في كلّ عام أن يُشاهد رفرفة هذه الراية، وبالتالي لتكون دليلاً بأنّ المضيف بكوادره الخدميّة مفتوحٌ لاستقبالهم وتقديم الخدمة لهم من مأكلٍ ومبيتٍ وغيرها من الخدمات الأخرى.

استُهِلّت هذه المراسيم بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ كلمة للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها بالإنابة فضيلة الشيخ صلاح الكربلائيّ رئيسُ قسم الشؤون الدينيّة فيها، وقد بيّن فيها قائلاً: "ما زالت الأمم تفتخر بتاريخها وتفتّش عن كلّ مواطن الرقيّ والعظمة واللمحات المهمّة فيه، وتحاول أن تمجّدها بشتّى أنواع الوسائل والطرق، ولكن من الأمم القليلة التي تستحضر التاريخ وتمثّله في الواقع الحاضر وتستمدّ منه كلّ أدوات العنفوان والحياة، وهذا ما جسّده محبّو وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) فقد استحضروا التاريخ وحوّلوا تلك السطور وذلك السِّفر الى واقع يتحدّى الطواغيت وكلّ من يُحاول أن يشوّه صورة الإسلام".

وأضاف: "وتأتي تلك الملحمة العظيمة ملحمة الطفّ لتمثّل أكبر وأوضح عنوان، العنوان الذي ميّز الحقّ من الباطل، والذي بعث فيها الإسلام من جديد بعد أن حاول الطغاة أن يطمسوه، وفي هذا المجال أستحضر مضمون ما قالته السيدة زينب(عليها السلام) مخاطبةً ابن أخيها السجاد(عليه السلام): (لا يجزعنّك ما ترى فو الله إنّ ذلك لعهدٌ من رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى جدّك وأبيك وعمك(عليهم السلام)، أخذ الله ميثاق أناسٍ من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السموات أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيد الشهداء(عليه السلام) لا يدرس أثرُه ولا يعفى رسمه على مرور الليالي والأيّام, وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلّا ظهوراً وأمره إلّا علوّاً)".

بعدها استمع الحضورُ لمرثيّةٍ حسينية للرادود حميد الطوريجاوي، لتتوجّه قلوب الحاضرين قبل أقدامهم من أجل رفع راية الجود المصنوعة من أفخر أنواع الأقمشة والتي يبلغ طولها (17م) وعرضها (13م) لتشكّل مساحة مقدارها (221متراً مربعاً) وقد خُطّ عليها من الوجهين عبارة: (السلام عليك يا حامل لواء الحسين(عليه السلام)) إذ رُفعت على ساريةٍ طولها (40م).

أمّا السيد عدنان الموسويّ فقد بيّن من جهته قائلاً: "رفعُ راية المولى أبي الفضل(عليه السلام) دليلٌ وإشارةٌ الى أن كفّي أبي الفضل العباس(عليه السلام) لم تقطع بعد، فهو من يحمل الراية الى حين يُبعثون، وهو كان ولا يزال أصلاً للجود والكرم والعطاء الهاشميّ، لذلك نحن نسعى لنيل شرف الخدمة الموفّقة، وهذا جلّ ما نتمنّاه لنحظى بكرامة هذه الشفاعة الهاشميّة المباركة، فيهون كلّ التعب من أجل هذا الانتماء الجليل".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: