الى

ما هي أجلّ مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) في هذه الأيّام؟..

لا يمكن بطبيعة الحال تحديد أطر وفضاءات معينة لإظهار الولاء والارتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) على مرّ السنين، وخاصّة في أيام الحزن والمواساة في شهري محرم وصفر.. فقد تنوّعت مضامين القرب بتنوّع الإمكانيات والمواهب وما أودعه الله(جلّ وعلا) في النفس الإنسانية من فيوضات تمكّنه من إيجاد آليات عرض الخدمة والمحبّة والولاء والارتباط بالمعصوم المتمثّل بشخص الإمام الحسين(عليه السلام)، القطب الذي دارت حوله كلّ تفاسير الحبّ الإلهي وتجلياته في النفس البشرية، فضلاً عن كونه الشمس التي تنير للكون دياجي الظلام وتزيح الغشاوة وسحب الضلالة والتيه عن صدور المهتدين.. وفي هذه الأيّام إذ نعيش ذكرى مسيرة سبايا بيت أهل النبوّة والعصمة زحف المحبّون والموالون صوب كربلاء الشهادة والفداء تزامناً مع حربٍ ضروس يخوضها أبناء الحسين(عليه السلام) من الذين تخرّجوا من مدرسة عاشوراء ضدّ أبناء يزيد ومعاوية أجابت المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا على لسان ممثّلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (7صفر 1437هـ) الموافق لـ(20تشرين الثاني 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف وكانت بإمامته عن تساؤلٍ مهمّ وهو: ما هي أجلّ مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) في هذه الأيّام؟؟ فكانت الإجابة كما يلي:

"ومن المقاصد المهمّة لهذا السفر الإلهي هو تثبيت المبدأ الأساس الذي انطلق منه الإمام الحسين(عليه السلام) في مسيرته من المدينة المنوّرة الى كربلاء المقدّسة وأراد من شيعته ومحبّيه الالتزام به في أحلك الظروف وأقساها، ألا وهو التضحية بالنفس والمال والولد لحماية قيم الإسلام ومبادئه والحفاظ عليها من دون تغيير وتحريف، والإيثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة الراسخة والإرادة الصلبة في هذا السبيل، ولاشكّ في أنّ المعركة المصيرية في هذه الأيام ضدّ عصابات داعش تتجلّى فيها تلك القيم بأسمى صورها ومعانيها ولاسيّما من أحبّتنا الأبطال المقاتلين بمختلف عناوينهم، الذين يرابطون في الجبهات وقد تركوا الدنيا وما فيها وفارقوا الأهل والولد والأحبّة ليجسّدوا قيم الفداء والتضحية والإيثار بأنفسهم من أجل الحفاظ على هذا البلد ومقدّساته وأعراض مواطنيه، ولعلّ من أجلّ مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) في هذه الأيّام وسبق التوجّه اليه بالزيارة هو إدامة زخم المعركة ضدّ داعش، وذلك بتعزيز روح الصمود وإرادة القتال ودعم المقاتلين بالمعونات والرجال الأشدّاء أولي البأس والعزم لتطهير أرض العراق كلّها من دنس هذه العصابات، فإنّ الشعب الذي استطاع أن يتحدّى الإرهاب وسيّاراته المفخّخة وأحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقّق الانتصار في الكثير من المعارك لقادرٌ أن يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية ضدّ عصابات داعش لبلوغ النصر النهائيّ إن شاء الله تعالى".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: