الى

تجليات في زيارة الأربعين ..

يومُ الأربعين من التقاليد المتعارفة للاعتناء بذكرى الفقيد بعد أربعين يوماً، وجرت العادة في الحداد كذلك على الميّت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الاحتفال بتأبينه، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلّى في قضيّة الإمام الحسين(عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة –كما ورد في الروايات-, لقد جاءت تسمية هذه الزيارة المليونية بزيارة الأربعين لأنّ وقتها يتّفق في يوم العشرين من صفر أي بعد أربعين يوماً من مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) في العاشر من المحرّم، وفي هذا اليوم أيضاً كان رجوعُ حرم الحسين(عليه السلام) من الشام إلى المدينة المنوّرة مروراً بكربلاء مرة أخرى بصحبة الإمام زين العابدين(عليه السلام)، من هنا بدأت زيارة الأربعين للإمام الحسين(عليه السلام) حيث إنّه اليوم الذي رجعت فيه رؤوس أهل البيت(عليهم السلام) إلى أبدانهم في كربلاء وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبدالله الأنصاري(رضوان الله عليه) من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين(عليه السلام) فكان أوّل من زاره من الناس، حيث وقف على القبر الشريف وأجهش بالبكاء وقال: يا حسين –ثلاثاً-، ثم قال: (حبيبٌ لا يُجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أنباجك، وفُرِّق بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيّين وابن سيّد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيّد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك ما تكون كذلك وقد غذتك كفّ سيّد المرسلين، وربيت في حجر المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام فطبت حيّاً وطبت ميّتاً غير أنّ قلوب المؤمنين غير طيّبة بفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك المجتبى..).

لذلك فإنّ لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) من الفضل العظيم ما لا يُمكن أن يُعدّ أو يُحصى وإنّ أيام زائري الحسين(عليه السلام) "لا تُعدّ من آجالهم" كما يصرّح بذلك الإمام الصادق(عليه السلام)، ممّا يجعل الشيعة الموالين في تسابقٍ وتنافسٍ دائم لإحياء مراسيم الزيارة خصوصاً زيارة الأربعين، حيث روي عن الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام) أنّه قال: (علامات المؤمن خمس: التختّم باليمين وتعفير الجبين وصلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم). ولعلّها الرواية الصريحة الأكثر شهرةً التي يُستدلّ بها على استحباب زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) بعد مرور أربعين يوماً من مقتله وجعلت هذا العمل المندوب علامةً من علامات المؤمن.

وتناول الشعراء هذه المناسبة في الكثير من قصائدهم الولائية ولعلّ أكثر وأشهر قصيدة قيلت في هذه المناسبة الجليلة هي قصيدة السيد هاشم البحراني التي يقول في مطلعها:

قُم جدّد الحُزنَ في العشرين من صفرِ ***** ففيهِ رُدّت رؤوسُ الآلِ للحفرِ

يا زائري بقعةٍ أطفالهم ذبحت ***** فيها خذوا تُربَها كحلاً إلى البصـر

وهي قصيدةٌ طويلةٌ يمكن للقارئ أن يراجعها ويطّلع عليها في كثير من المصادر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: