الى

موكبُ العتبتين المقدّستين محطّةٌ للتزوّد الروحي وعنوانٌ بارزٌ للكرم الحسينيّ..

مدخل الموكب
دأبت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية على بذل قصارى جهدهما من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين والوافدين لمدينة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، وتتجلّى هذه الخدمات بأبهى صورها خلال الزيارات المليونية التي تأتي زيارة الأربعين في مقدّمتها، فعمدت العتبتان المقدّستان بالإضافة لتقديمها الخدمات داخل الصحنين الشريفين الى فتح مجمّعات خدمية ومدنٍ للزائرين توزّعت على الطرق المؤدّية لمدينة كربلاء المقدّسة، فكانت للعتبة الحسينية المقدّسة مدينتان للزائرين على محوري بغداد وعلى محور بابل ومدينةٌ أخرى على محور النجف، كذلك قامت العتبةُ العباسيّة المقدّسة بفتح مجمّعٍ خدميّ للزائرين على محور بابل وآخر على محور بغداد ومجمّع خدميّ ومضيفٍ للعتبة على محور النجف، وتقدّم جميعُ هذه المرافق الخدمية خدماتٍ متنوّعة أسهمت في التخفيف عن كاهل الزائر المتوجّه لمدينة كربلاء المقدّسة.

لكنّ العتبتين المقدّستين لم تكتفيا فقط بالحدود الإدارية لمحافظة كربلاء المقدّسة بل انطلقتا لفتح موكبٍ خدميّ على طريق محافظة النجف ضمن الحدود الإدارية لها ليعمل على تقديم خدماته من خلال الإجابة عن تساؤلاتٍ فقهية وعقائدية تخصّ الزائر كأحكام الصلاة والصوم والزكاة وغيرها من الابتلاءات، فكان هذا المكانُ المبارك نقطةَ انطلاقٍ لأكبر مشروع ٍتبليغيّ على طريق الزائرين، فضلاً عن تقديم هذا الموكب لخدمات المأكل والمشرب والتطبيب والمبيت وغيرها التي تقدّم طيلة (24) ساعة.

شبكةُ الكفيل كانت لها وقفةٌ مع المشرف على هذا الموكب سماحة السيد مكّي الصافي ليُطلعنا على أهمّ ما يقدّمه الموكب للزائرين فتحدّث قائلاً: "المكان المقام عليه هذا الموكب كان في الأصل في زمن النظام البائد موكباً يقدّم خدماته لكن بالخفاء، وعانى ما عانى القائمون عليه في ذلك الوقت، لكن بعد سقوط اللانظام وعودة الشعائر الحسينيّة قام الموكبُ بمزاولة عمله ضمن إمكانياتٍ محدودة، لكن بعد طرح فكرة إنشاء موكبٍ خدميّ للزائرين يتوسّم بـ(موكب العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية) وبدعمٍ وتمويلٍ منهما أصبح للموكب شأنٌ كبير وبدأ يستقبل في كلّ موسم زيارةٍ عشرات الآلاف من الزائرين ويقدّم لهم مئات الآلاف من الوجبات والخدمات، وأصبح الموكب مقصداً لأغلب الزائرين وذلك لخصوصيّته وانتمائه لمكانين مقدّسين هما مرقد أبي عبدالله وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، والحمد لله هذه الخدمات تُقدَّم للسنة السادسة على التوالي بعد أن ارتبط بالعتبتين المقدّستين".

مضيفاً: "الموكب يُقام على مساحةٍ تقدّر بـ(10) آلاف مترٍ مربّع، المستغلّ منها فعليّاً (5000) متر مربّع وهو في طور التطوير، حيث قامت العتبةُ العبّاسية المقدّسة بإنشاء مطبخٍ مركزيّ مزوّد بكافّة المستلزمات وفقاً لأرقى المواصفات العالمية، وملحقةٌ به قاعات كبيرة لإطعام الطعام".

وبيّن السيد مكّي أنّه: "ببركات صاحب الذكرى مولانا أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وانطلاقاً من مقولته الشهيرة: (إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح...) فقد شهد الموكبُ انطلاق المشروع التبليغيّ للحوزة العلمية الذي تقيمه الحوزة الدينية بمشاركة فضلاء الحوزة وأساتذتها فضلاً عن رجال دينٍ من السعودية ولبنان وإيران لمواكبة مسيرة الأربعين الكبرى لزائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وذلك من خلال إقامة صلاة الجماعة والإجابة عن الاستفتاءات الشرعية وما يتعلّق بالجوانب الدينية والثقافية والعقائدية على جميع المحاور المؤدّية للمدينة (بغداد، بابل، النجف).

وإنّ هذا المشروع يمثّل جهداً حوزوياً ويحظى بمباركة مراجع الدين في النجف الأشرف وهو عملٌ تطوّعي وليس مؤسساتياً وليس تابعاً إلى جهةٍ معيّنة وإنّما يتمّ تنظيمه بجهود أساتذة الحوزة المعروفين ومشاركة طلبتها وبمساهمة العتبات المقدّسة، ويغطّي عدة محاور لينتشر في الطريق بين كربلاء ومختلف المحافظات، وقد انطلق العمل في اليوم السابع من شهر صفر واستمرّ لغاية السابع عشر منه بإقامة أكبر صلاة جماعة، ويشترك في هذا المشروع التبليغيّ أيضاً مبلّغات حوزويات للإجابة عن أسئلة النساء الزائرات".

كما بيّن المشرف على تقديم الخدمات في هذا الموكب فراس النصراوي: "الخدمات تقدّم طيلة (24) ساعة وقد تمّت تهيئة ورصد مواد غذائية تكفي لإطعام الزائرين لما بعد زيارة الأربعين بواقع ثلاث وجبات يوميّاً بالإضافة الى الفقرات البينية، وبلغ عددُ الزائرين أكثر من (45) ألف زائر في اليوم الواحد وهي في حالة تصاعد وتزايد، وزُوّد الموكب كذلك بمراكز لإرشاد التائهين والمفقودين ومفرزة طبية (نساء ورجال)، كذلك تمّت تهيئة بنايتين خاصّة بالمبيت تحتوي على قاعات، إحداها للنساء والأخرى للرجال بواقع ثلاثة طوابق لكلّ بناية مع منشآت صحيّة لكلّ قاعة، وتكفي كلّ قاعة لمبيت أكثر من (200) شخص، وتمّ استثمار جزءٍ من المساحة لنصب خيام تتّسع لـ(15) ألف زائر لاستخدامها في أيّام ذروة الزيارة وهي مجهّزة بكافة وسائل الراحة".

يُذكر أنّه قد قام كلٌّ من الأمينين العامّين للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسيّة بالإضافة الى رئيس ديوان الوقف الشيعيّ وفضلاء الحوزة العلمية ورجال دينٍ بزيارة هذا الموكب والتقوا بالإخوة المبلّغين المتواجدين في الموكب، واطّلعوا على المشروع التبليغيّ الذي أقامه طلبةُ الحوزة العلمية في النجف الأشرف والذي أشرف على عملهم سماحة العلّامة السيد أحمد الأشكوري، هذا وثمّن السيد الصافي الجهود المبذولة من قبل الإخوة المبلّغين الذين ساهموا في إرشاد زوّار أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) والتقى السيد الصافي في زيارته للموكب بلجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن العراق والمقدّسات التابعة للعتبة العلويّة المقدّسة وطلب سماحته من اللجنة بزيادة التواصل والدعم اللوجستيّ للمقاتلين من القوّات الأمنيّة والحشد الشعبيّ المقدّس.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: