الى

معهدُ القرآن الكريم يتواصل بمشروع تحفيظ كتاب الله العزيز –كاملاً-..

تبنّى معهدُ القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسيّة المقدّسة العديد من المشاريع القرآنية الهادفة لتعزيز وتجذير الثقافة القرآنية بين الأوساط كافّة وذلك عن طريق موارد عديدة، ومن المشاريع التي أطلقها المعهد مشروع تحفيظ القرآن الكريم –كاملاً- الذي تبنّته وحدةُ التحفيظِ فيه، حيث تقام دوراتُه داخل محافظة كربلاء المقدّسة وفروعِ معهدِ القرآن الكريم في بقيةِ المحافظات، ويشاركُ فيها عددٌ كبيرٌ منَ الطلبةِ بفئاتٍ عمريةٍ مختلفة.

وتهدف هذه الدورات المتواصلة إلى خلق جيلٍ قرآنيّ ناشئ فاعل من خلال اتّباع منهج قرآني متطوّر ومتميّز موضوعاً وشكلاً، وبأساليب مبتكرة تجعل الطلبة يستأنسون بتعلّم القرآن الكريم حبّاً وفهماً، بحيث يكونون قادرين على حفظ وفهم وتلاوة كتاب الله الكريم.

الأستاذ حمزة الفتلاوي مسؤول وحدة التحفيظ أطلَعَنا على هذا المشروع قائلاً: "أعدّت وحدةُ التحفيظ في معهد القرآن الكريم استراتيجيةً علميةً مدروسةً تُمكّن الطالب من حفظ القرآن الكريم بمتعةٍ وسلاسة، اعتمدت على عدّة أمور مهمّة منها: الطاقات الاستيعابيّة للطلبة، وإمكانية تلقّيهم علوم القرآن الكريم، حيث يتمّ اختيار الطلبة المتميّزين بعد انتهاء الدورات الصيفية لكلّ سنةٍ وفرزهم حسب إمكانيّاتهم العلمية والذهنية للدخول في دورات مكثّفة لتعلّم أحكام التلاوة وحفظ القرآن الكريم ودورات الصوت والنغم، نظراً لما تمثّله أعمار هذه الفئات العمرية من مرحلة خصبة تُمكّنهم من تلقّي العلوم النوعيّة والكمّية بسهولةٍ ويُسْر، ومن خلال زيارة الطلبة المتميّزين في المدارس ومتابعتهم يتمّ الاتّفاق مع إدارات مدارسهم وأولياء أمورهم لغرض تفريغ الطلبة الذين لديهم إعفاء في جميع الدروس للدخول في دورات التحفيظ".. مضيفاً: "لقد تمّ افتتاح العديد من الحلقات التعليمية ضمن هذا المشروع في مدينة كربلاء المقدّسة وباقي المحافظات".

أمّا الأستاذ عماد الحميداوي وهو أحد المشرفين على هذه الدورات فقد بيّن من جانبه: "لقد تمّ إعداد جدولٍ زمنيّ لحفظ القرآن الكريم بالكامل، أمدُه ستّ سنوات، تمّت فيه مراعاة أيّام الامتحانات والعطل والزيارات والمناسبات الدينيّة، ووُزِّع فيه الطلبةُ على عدّة حلقات، حيث تتكون الحلقة الواحدة من (7-10) حفّاظ، يحفظ فيها الطالب (6-8) أجزاء كمعدّلٍ في السنة الواحدة، وتُراعى في ذلك المستويات الفرديّة في الحفظ بين الطلبة".

وأضاف: "كما تُعطى للطلبة دروسٌ مكثّفة في تعلّم أحكام التلاوة وضبط مخارج الحروف وحفظ القرآن الكريم بواقع أربع حصصٍ في الأسبوع، حيث تُخصّص فيها حصّةٌ واحدةٌ لتعلّم أحكام التلاوة وثلاث حصصٍ لحفظ القرآن الكريم، بمعدّل (12) صفحة في الشهر، أي ما يُعادل ستّة أجزاء في السنة".

مبيّناً: "هناك نشاطات ومسابقات تُقام في حفظ القرآن الكريم للطلبة المشاركين في هذا المشروع بهدف خلق روح التنافس بين الطلبة ودفعهم لتطوير مستوياتهم وإمكاناتهم الذهنيّة والعقليّة في حفظ القرآن الكريم".

يُذكر أنّ المشروع يهدف بشكلٍ أساسيّ إلى خلق بيئةٍ قرآنية مميّزة بهدف تنشئة جيلٍ قرآنيٍّ فتيّ واعٍ مرتبط بالقرآن الكريم علماً وعملاً، وخلق علاقةٍ وطيدة بينه وبين القرآن الكريم لتقوى من خلالها علاقتُهُ بالخالق جلّ وعلا، بالإضافة إلى تعزيز البيئة القرآنية من خلال ربط جميع أفراد الأسرة والمجتمع بالقرآن الكريم وتعزيز دور الأسرة والمدرسة في تعميق الارتباط بالقرآن، بالتالي نشر علوم القرآن الكريم ومفاهيمه في المجتمع، وتكوين مجتمعٍ قويّ ومتماسك وثابت أمام كلّ التحدّيات والفتن التي تواجهه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: