الى

بعد جهد مخلص لأكثر من 12 عاماً: هل وصل النصح وبيان حلول مشاكل البلد من قبل المرجعية الدينية العليا إلى نهايته؟!

سماحة السيد أحمد الصافي
لم تدّخر المرجعيّةُ الدينيّة العُليا -التي بتنا نُحسد على وجودها، من العدوّ قبل الصديق- جهداً إلّا سخّرته في سبيل تقوية الحكومات المنتخبة من قبل الشعب، وإرشادها لما فيه صلاحها، وترك ما فيه فسادها وفساد البلاد والعِباد، وأهمّ مصاديق ذلك الفساد، هو الاهتمام بالمصالح الشخصية للسياسيّين المفسدين، والمصالح الفئوية والمناطقية لأحزابهم وقوميّاتهم، ومصالح البلدان التي يعملون لأجلها، ويدورون حول فلكها..!!
فقد جاءت خطبة صلاة الجمعة يوم (11ربيع الثاني 1437هـ) الموافق لـ(22كانون الثاني 2016م) التي كانت بإمامة خطيب الجمعة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) لتشكّل -ربّما- المشاهد الأخيرة من سلسلة النصائح المقدَّمة للحكومات الفاسدة بعد الإطاحة بالحكم الديكتاتوريّ الظالم المجرم قبل ثلاثة عشر عاماً.
وكانت خاتمةُ هذه الخطبة إشارةً قويّةً تستحقّ التوقّف والتأمّل، فقد وصفت المرجعية الدينية العُليا (المتصدّين لإدارة البلد) بكلمةٍ لا يخفى مدلولها عن ذوي الألباب، حيث قالت: (هؤلاء)!!! في إشارةٍ إليهم..
وذلك في آخر سطرٍ من الخطبة حيث قالت: "نسأل الله تعالى أن يلهم هؤلاء الرشاد فيما يقومون به". وكأنّها بدعائها لهم بالرشاد، تترك الأمر لله تبارك وتعالى في هدايتهم، بعد أن استنفدت من جانبها كلّ طرق إصلاحهم..
وحاولت مراراً وتكراراً أن توجّههم لما فيه الخير والصلاح لهم وللأمّة، قبل أن تتعسّر الأمور أكثر، وتصل إلى ما لا يُحمد عقباه، يوم لا مناص من تحمّل عواقب سوء الإدارة، والفساد، ولات حين مناص، ويوم لا ينفع الندم، ولات حين مندم..!
فهل أنّ المرجعية في كلامها الآن وسابقاً، قد وصلت الى النهاية في نصحها للمتصدّين للعملية السياسية في البلد، وبشقّيها التشريعيّ والتنفيذيّ، ولم تبقَ إلّا هدايةُ الله تعالى لهم؟ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) [الأنعام: 158].
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: