الى

زيارةُ الإمام الصادق(عليه السلام) لعمّه أبي الفضل العباس(سلام الله عليه)..

ضريح أبي الفضل العباس(سلام الله عليه)
تذكر العديدُ من الروايات بأنّ الإمام الصادق(عليه السلام) عندما جاء لزيارة عمّه أبي الفضل العباس(عليه السلام) وقف على مرقده الشريف وخاطبه بتلك الكلمات الرائعة (سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ...) التي دُوّنت فيما بعد، وأصبحت زيارةً دائمةً لسيّدنا أبي الفضل العباس(عليه السلام).

ومن يطّلعْ على مضامين تلك الزيارة يُلاحظْ دقّة الكلمات الملحميّة المدوّية التي وصف فيها الإمامُ الصادق(عليه السلام) عمَّه(سلام الله عليه)، وهو يُثني ويشيد بمواقفه وتضحياته الجسام، حيث أطلق(عليه السلام) عليه تلك الصفات والعبارات ذات المعنى الكبير.. يقول الإمام الصادق(عليه السلام) وهو يسلّم على عمّه(عليه السلام): (أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ...) الى آخر الزيارة المباركة.. هنا نمرّ على هذه التعابير التي تنمّ عن اعتزاز الإمام الصادق(عليه السلام) بمواقف عمّه(عليه السلام)، ونأتي ونتحدّث بإيجاز عن المعاني السامية لهذه العبارات الكريمة:

التسليم: وتعني بأنّ أبا الفضل العباس(عليه السلام) قد سلّم جميع أموره وقضاياه من أجل نصرة الإمام الحسين(عليه السلام)، ومن ثمّ الاستشهاد من أجله دون تردّد، بل إنّه(عليه السلام) وإخوانه الأجلّاء كانوا يعشقون الشهادة من أجل نصرة الحقّ، فكانوا يتسابقون من أجل تحقيق هذا الأمر.

التصديق: إنّ سيدنا أبا الفضل العباس(عليه السلام) قد صدّق بكلّ ما جاء به الإمامُ الحسين(عليه السلام) في عدالة قضيته، ومن ثمّ إعلان ثورته ضدّ طغاة عصره، وهذا دليلٌ واضح وأكيد بأنّ سيدنا العباس(عليه السلام) كان مقتنعاً قناعةً تامّة بأفكار وآراء الإمام الحسين(عليه السلام).

الوفاء: تنضوي تحت هذه الكلمة الجميلة معانٍ كثيرة، منها إنّ سيّدنا أبا الفضل العباس(عليه السلام) قد وفى في ما عاهد عليه اللهَ تعالى من نصرة الإمام الحسين(عليه السلام) والوقوف إلى جنبه في أصعب الظروف التي مرّ بها الإمام(عليه السلام)، علماً بأنّ الجيش الأمويّ في كربلاء عرض عليه وعلى إخوته الأمان مرّات عديدة إنْ هم تركوا الإمام الحسين(عليه السلام)، إلّا أنّه وإخوانه الكرام رفضوا هذه الدعوات بقوّة، بل إنّ هذا الأمر زادهم عزيمةً من أجل الدفاع عن المُثُل العُليا التي نادى بها الإمامُ الحسين(عليه السلام).

النصيحة: إنّ هذه الكلمة الطيّبة تحتوي على جملةٍ من المعاني الإنسانية السامية منها: إنّ سيدنا العباس(عليه السلام) قد أخلص في النصيحة للإمام الحسين(عليه السلام)، وزاد على ذلك أنّه(عليه السلام) قام بمخاطبة جنود بني أميّة مرّات عديدة من أجل تقديم النصيحة لهم، بغية ترك الباطل إلّا أنّ هؤلاء الأوغاد لم تنفع معهم النصيحة، بل إنّهم تمادوا في غيّهم وعنادهم.. وهكذا كان سيّدُنا العباس(عليه السلام) وفيّاً وصادقاً ومخلصاً لأخيه الإمام الحسين(عليه السلام)، وهكذا كان سيدنا العباس(عليه السلام) فارساً من الطراز الأوّل، وجبلاً شامخاً في وقفته الصامدة ضدّ أقزام بني أمية المارقين.. فهنيئاً لهذا الفارس الهمام تلك الوقفة الخالدة.
تعليقات القراء
2 | بلال | 07/08/2017 05:33 | المملكة العربية السعودية
الله الله السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اخته الحوراء زينب وعلى اخيه ابو الفضل العباس جميعا ورحمة الله وبركاته بوركتم بهذا التقرير الملحمي
1 | عباس | 09/02/2016 | العراق
السلام عليك يا سيدي ومولاي ابي الفضل العباس جزاكم الله خيرا بتنويرنا بهذه الدرر عن قمر العشيرة وحامل لواء ملحمة الطف
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: