الى

عيد الأم.. والسيّدة الجليلة أمّ البنين(عليها السلام)..

عند استذكار الأمومة الحقّة وعيدها السنويّ المبارك نستحضر في أذهاننا مواقف جمّة لنساءٍ على مرّ التاريخ كنّ بحقّ الجبالَ الشاهقات في الصبر والتهيئة والإعداد النفسي والتربويّ لأبنائهنّ، لبلوغ مراتب العزّة والشموخ والرفعة بين الناس نتيجة المواقف المشرّفة التي وقفوها في أممهم.. ولكن شاءت الأيّام وأحداثها أن تجد لها أواصر قربى وتقارب في الغاية والأهداف والمضامين..

فما بين عيد الأمّ العالمي وبين استشهاد السيّدة الجليلة أمّ البنين(عليها السلام) رابطةٌ قويّة، فقد كانت هذه السيّدة العزيزة بظلّ عزّة الإسلام وبركات أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)، والفيوضات المباركة من الحسنين(عليهما السلام) كان لها من ذلك كلّه أن تستمدّ القوّة والعزم على مجابهة التحدّيات، وتنشئة أبناء بمستوى الدفاع عن حياض الدين، وملازمة الإمام المفترض الطاعة الحسين(عليه السلام)، فقدّمت خير مثال للتضحية والثبات على المبدأ والقيم والمُثُل العُليا باستشهاد أبنائها الأربعة، وتحمّلها أعباء الحياة صابرةً محتسبةً أجرَها عند الله تعالى..

فحقّ على البشريّة أن تنحني إجلالاً لصلابة هذه الأمّ الحنون المربّية التي قلّت مثيلاتُها في التاريخ القديم والمعاصر.. فسلامٌ عليها يوم وُلِدَت.. ويوم اختارت أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) قدوةً وملاذاً تحتمي بهم من لظى الدنيا والآخرة.. وسلامٌ عليها يوم وفاتها قريرةَ العين بوفائها لبعلها ولسبطي رسول الله(صلّى الله عليه وآله).. وسلامٌ عليها يوم تُحشر مع الأبرار والشهداء وحسن أولئك رفيقاً..
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: