الى

العراقيّون يدخلون ثانية الى مدينة بعد (500) سنة منذ دخولها أول مرة ويرفعون راية قبّة حرم الإمام الحسين(عليه السلام) فيها.. فمن هي؟..

بعد أن انقضت فعاليات الأسبوع الثقافيّ الثالث في إسلام آباد (نسيم كربلاء) الذي تُقيمه العتبةُ الحسينيّة المقدّسة بالتعاون مع جامعة الكوثر الإسلامية ومشاركة ديوان الوقف الشيعيّ والعتبات المقدّسة (العلويّة، الكاظميّة والعباسيّة)، توجّه وفدُ العتبات المقدّسة إلى زيارة بعض المدن الباكستانية وكانت أوّل محطّةٍ لهم هي مدينةٌ في جنوب البلاد تُسمّى (سوكور - Sukkur).

الوصول لهذه المدينة استغرق رحلة ساعتين بالطائرة من إسلام آباد إليها، فما أن حطّ الوفد رحاله فيها حتى استُقبِلَ بحفاوة بالغة من قبل المؤمنين هناك.

المدينة من حيث الطبيعة والطقس تُشبه إلى حدٍّ كبير مدن جنوب العراق، ففيها أشجار النخيل الكثيرة بالإضافة إلى طبيعة الأرض والأنهار والنباتات الطبيعية، حتى وصل الحال أنّك لا تكاد تصدّق أنّك في بلدٍ يبعد عن جنوب العراق كثيراً، باستثناء السكّان طبعاً.

توجّه الوفدُ إلى حيٍّ من أحيائها التي بدت فقيرة وأقام الصلاة هناك، ثم توجّه إلى جامع ومسجد الحيدري فيها لتكون هناك مراسيم لرفع ثالث رايةٍ لقبّة حرم الإمام الحسين(عليه السلام)، المؤمنون كان لهم حضور بشكل كبير وتفاعلوا مع الحدث بطريقةٍ تعجز الكلمات عن وصفها، فبدأت الهتافات تتعالى بالنداء الخالد (لبّيك يا حسين) الذي كان لا يفارقهم لمدّة خمس دقائق تقريباً.

السيد حيدر الميالي قارئ القرآن من العتبة العلويّة المقدّسة شنّف أسماعهم بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، لتكون هناك كلمة ترحيبية من القائمين على المسجد شكروا الله فيها لأنّه تفضّل عليهم وجعل راية القبّة الشريفة ترتفع في سماء مدينتهم. بعدها ألقى إمام صلاة الجماعة في العتبة العبّاسية المقدّسة ورئيسُ قسم الشؤون الدينية فيها الشيخ صلاح الكربلائي كلمةً تطرّق فيها لعدّة أمور، أهمّها:

1- أنّ هذه الزيارة هي من حقّكم علينا، ومن واجبنا كخدّام للعتبات المقدّسة أن نتواصل مع المؤمنين في كل العالم لا في العراق فقط.

2- لا يجب الانجرار خلف الإشاعات التي تحاول أن تفرّق بين أتباع أهل البيت(عليهم السلام) وعلمائهم.

3- يجب أن يكون هناك تراحم وتواصل ووحدة كلمة في ما بينكم، وإلّا لن تكونوا وقتها سائرين على نهج الأئمّة(سلام الله عليهم)، فلا يكفي حبهم بالقلب واللسان فقط دون العمل بسيرته.

4- فشلت كلّ المحاولات التي أرادها أعداء أهل البيت(عليهم السلام) في العراق وما هي إلّا أيّام حتّى تطهّر كلّ أرضه من دنس عصابات داعش.

5- يجب أن تكون هذه اللحظة لحظة رفع راية الإمام الحسين(عليه السلام) هي بمثابة عهدٍ بينكم وبين الإمام للالتزام بالصلاة، وتعليم عشرة أشخاص قريبين منكم -على أقلّ تقدير- إن كانوا لا يعرفون.

بعد هذه الكلمة جرت مراسيمُ رفع الراية، ومن ثمّ اصطحب الوفدُ لزيارة عددٍ من المشاهد في هذه المدينة.

ما لفت الانتباه هو التفاعل الكبير مع أعضاء الوفد ومحاولة التحدّث معهم، تابعنا القضيّة عن كثب مع بعض الأشخاص هناك، وتبيّن أنّ أعضاء هذا الوفد هم ثاني مجموعة أشخاصٍ من الجنسية العراقية يدخلون الى هذه المدينة، حيث أنّ هناك شخصين من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) جاءا من العراق قبل (500) سنة واستقرّوا فيها حتى وافاهم الأجل وقبورهم الآن على شكل مزارٍ في المدينة إكراماً لهم.

الجدير بالذكر أنّ مدينة سوكور هي إحدى في إقليم السند، وهي من ضمن (14) مدينة كبيرة في باكستان وثالث أكبر مدينة في إقليم السند، وتقع على الضفة الغربية لنهر اندوس في باكستان. ومع ذلك، فإنّ سوكور كلمة في اللّغة السندية تعني "متفوّقة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: