الى

الشيخ الأسدي من الهند: وجودُنا بينكم اليوم هو بفضل فتوى الوجوب الكفائيّ للدفاع عن العراق ومقدّساته فلا تنسوه من الدعاء..

خلال حفل افتتاح مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ الرابع الذي انطلقت فعالياته مساء يوم الجمعة (14رجب 1437هـ) الموافق لـ(22نيسان 2016م) واُقيمت في مسجد عسكري بمدينة بنكلور الهندية كانت هناك كلمةٌ لعتبات العراق المقدّسة ألقاها بالإنابة فضيلة الشيخ علي الأسدي من قسم الشؤون الدينية في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد استهلّها بتقديم التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى مولد أمير المؤمنين علي(عليه السلام) ونقل فيها سلام وتحيّات القائمين على العتبات المقدّسة لإخوانهم وأشقّائهم في هذه المدينة.
ثم بيّن قائلاً: "إنّه لمن دواعي السرور أن نقف بين أيديكم في مهرجان جديد وبحلّة منه جديدة على هذه الأرض الطيّبة، مهرجانٌ يُعقد سنويّاً لإحياء ذكرى أعظم شخصيّةٍ عرفها التاريخ بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) ألا وهو الإمام علي(عليه السلام)، هذا المهرجان الذي يُعقد تحت شعار: (الإمامُ علِيّ(عليه السلام) مُسْتَوْدَعُ عِلْمِ الرَّسُولِ وَبَابُ حِكْمَتِهِ) هو حقّاً (سلام الله عليه) كان مستودعاً لعلم أفضل الخلق أجمعين، وشريعته أكملت وختمت كلّ الشرائع السماوية لذلك فمن البديهيّ ومن منطق الحكمة الإلهية أن يكون أمير المؤمنين علي(عليه السلام) مستودع علمه وباب حكمته، فهو الذي قال في حقّة رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أنا مدينةُ العلم وعليٌّ بابها)، فالنبيّ(عليه أفضل الصلاة والتسليم) واسطة الفيض الإلهي من الله جلّ وعلا الى الخلق ومن يرِدْ أن ينهل من هذا الفيض فعليه أن ينهل ويغترف من فيض ابن عمّه ووصيّه أمير المؤمنين(عليه السلام)".
وأضاف: "فهو شخصيّة سبقت المكان والزمان وتجاوزت بمداها جميع المقاييس وأنزل الله تعالى فيه آيات بيّنات تُتلى آناء الليل وأطراف النهار، وخصّه الرسول(صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى بالكثير من الأحاديث التي لا تُعدّ ولا تُحصى والتي أبانت فضله وأسطعت نوره فماذا يقول الإنسان وما يتحدّث عن شخصٍ لا يعرفه إلّا الله ورسولُه وترنّم بذكره كلّ عاشقٍ للحرية وطالبٍ للحقّ والعدل والمساواة، فهو البحر الزاخر من الفضائل ويقف الإنسان عاجزاً أمامه وعن تصوّره، فكان بحقٍّ مناراً للعالم أجمع، فهو المعشوق الأوّل لكلّ طالب فضيلةٍ وحرّية وأنتم في هذا البلد بجميع أطيافه ومعتقداته يعرف هذه الشخصية، وقد كتب عنه الكتّاب والشعراء فهو ذلك الألق الذي يتبعه كلّ من أراد النجاح والفلاح في هذه الدنيا، وما اجتماعنا وتجمّعنا هذا إلّا لتبيان وإظهار وإيصال شيء من قبساته وأنواره الإلهية، لعلّنا نرتشف رشفة من معينة الذي لا ينضب".
وتابع الأسدي: "نودّ أن نبيّن لكم أيّها الجمع المبارك أنّ بلدنا العراق قد تكالبت عليه قوى الشرّ والظلام من كلّ حدبٍ وصوب من أجل النيل منه، وما حضورنا هذا اليوم ووقوفنا بينكم إلا هو بفضل الله تعالى وببركات عتبات العراق المقدّسة والمرجعية الرشيدة، التي حمت الأرض والعرض والمقدّسات بفتوى الوجوب الكفائيّ التي أطلقها سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف) والتي هبّ لها فتيةٌ آمنوا بربّهم وازدادوا هدىً فحموا العراق ومقدّساته، فالمرجعيّة هي امتدادٌ لمنصب الإمامة، وموقفها هذا ليس وليد اليوم وإنّما لها مواقف عبر حقب التاريخ التي تكلّلت بهذه الفتوى التي حفظت البلاد من كلّ سوء، فلا تنسوهم من دعائكم فبظلّهم حُميت مقدّساتكم في العراق".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: