الى

علماء الهند يجتمعون تحت مظلّة عتبات العراق المقدّسة ويُجمعون على نبذ الطائفية والمذهبيّة وتجذير ثقافة التعايش السلمي..

جانب من الاجتماع
ضمن فعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الرابع الذي تُقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور الهندية، أُقيم ملتقى اتّحاد المسلمين الذي شاركت فيه نخبٌ علمائيّة واسعة من جميع المذاهب الإسلامية في الهند بالإضافة الى وفود عتبات العراق المقدّسة وهو من الإضافات التي استحدثتها اللّجنة التحضيرية للمهرجان وذلك من أجل المساهمة في التقريب بين الفرق الإسلامية، مع الاحتفاظ بكياناتهم وماهياتهم أي الحفاظ على الأصول المشتركة وإطلاق الحرية لكلّ فرقةٍ في الفروع الخاصّة بها، وهذا يعني عدم التخاصم والنزاع فيما بينهم، بل يعني اطّلاع الجميع على معتقدات الآخرين بحيث لا تكون كلّ فرقة شديدة الحساسية بالنسبة الى معتقدات الفرق الأخرى، وطريق الوصول الى ذلك الهدف هو الاستناد الى العقل والمنطق وتجنّب كلّ الانفعالات العابرة والعصبيات الجامحة، وقد اتّخذ المشاركون من هذا المهرجان وصاحب هذه الذكرى الإمام علي(عليه السلام) منطلقاً لتحقيق ما يصبون اليه باعتباره القدوة والمثل الأعلى في التعايش السلمي وعامل توحيد بين كافة الطوائف الإسلامية.
الأستاذ الحاج طلال البير عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة ومستشار أمينها العام الذي كان حاضراً في هذه الفعّالية بيّن لشبكة الكفيل: "يعتبر موضوع الوحدة والتآلف بين الفرق الإسلامية من الأمور البالغة الأهمية لأنّه من أعظم أضرار اختلاف المسلمين وتفرّق كلمتهم الفشل وذهاب الريح، وقد ذكرهما الله تعالى في القرآن لخطورتهما، فقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، لذلك ارتأت اللّجنة التحضيرية للمهرجان أن تستحدث هذه الفقرة وتجعلها ضمن منهاجه والعمل على إيصال تجربة العراق وكيف عمل أبناؤه على وأد نار الفتنة الطائفية ووقفوا تجاها كالطود الشامخ وأفشلوا جميع المخطّطات التي حاولت النيل منه".
وأضاف: "الملتقى ابتُدِئ بتلاوةِ آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ تعريف الحاضرين سواءً من وفود العتبات المقدّسة أو الضيوف من علماء الهند، فكان التنوّع العلمائي الصفة الأبرز لهذا الملتقى فكان حضوراً واسعاً لشخصيّات دينية وثقافية من مختلف المذاهب، وقد قدّموا جملة من الطروحات والأفكار التي تنصهر ببودقة واحدة وهي التوحّد والتعايش السلمي والتركيز على المشتركات".
وبيّن البير: "استهلّ العلّامة السيد محمد الحلو من العراق هذا الملتقى بكلمة بيّن فيها: أنّ قضية التعايش السلمي بين الجميع أصبحت هاجساً يفكّر فيه الكثير، ونحن كمسلمين نحتاجها لكونها ثقافةً إسلاميةً ومبدأً مهمّاً من مبادئ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ولنا في أمير المؤمنين علي(عليه السلام) أسوة حسنة وكيف تعايش مع مخالفيه في الفكر والرأي".

هذا وقد خرج المشتركون من هذا الملتقى بجملةٍ من الأمور التي أكّدوا عليها، منها:
1- التركيز على المشتركات.
2- نبذ الطائفية والعنصرية بجميع صورها وأشكالها.
3- الرجوع لكتاب الله وسنّة نبيّه وأهل بيته(عليهم السلام) لحلّ جميع الإشكالات.
4- استثمار الخطب الدينيّة والتثقيفيّة التي تحثّ على عامل الوحدة والتوحّد.
5- ترك جميع المسائل التي تُثير حفيظة الآخر.
6- محاربة التطرّف والفكر التطرّفي بجميع الوسائل المتاحة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: