الى

الشيخ قاسم كاظم جلاب: أحَبَّ عليّاً(عليه السلام) الكثيرُ قبلنا وسيُحبّه كثيرٌ بعدنا، ولكن هنا سؤال: لماذا أحبّوا عليّاً؟..

الشيخ قاسم كاظم جلاب
استُهِلَّت فعاليات اليوم الثالث من مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي تُقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور الهندية حالياً بكلمةٍ لعتبات العراق المقدّسة ألقاها بالنيابة الشيخ قاسم كاظم جلاب من العتبة الكاظمية المقدّسة وبيّن فيها قائلاً: "طلب منّي أحد الإخوة في الوفد المشارك أن أُلقي كلمة في أمير المؤمنين(عليه السلام).. حقيقةً سُررتُ سروراً شديداً بهذا التكليف لأنّ (ذكر عليّ(عليه السلام) عبادة)، وابتدأت بكتابة ما أُريد أن أقوله لكنّي بعد ساعتين أعدت ما أردت أن أقوله فكتبتُ أمراً آخر، ثمّ جاء اليوم الآخر فكتبتُ أمراً ثالثاً، وقفت فاحترت في علي(عليه السلام) لأنّ من البديهي أنّ كلّ إنسانٍ إن أراد أن يتكلّم عن أمر يجب عليه أن يُحيط به، ولا يستطيع أيّ إنسان أن يصف شيئاً لم يره".

وأضاف: "الكلام في عليّ(عليه السلام) أكبر منّي، أنا أعجز من أن أقول فيه، إنّ عليّاً(عليه السلام) فوق ما يصفه رجلٌ مثلي لأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال له وهو يخاطبه: (يا علي لا يعرف الله إلّا أنا وأنت ولا يعرفني إلّا الله وأنت ولا يعرفك إلّا الله وأنا) وكلّ مجلسٍ يُذكر فيه (عليه السلام) تتعطّر منه الملائكة وتصعد به الى السماء، وتشتاق ملائكةُ السماء الى النزول الى هذا المجلس، إنّ هذا الحبيب أَحَبَّه كثيرٌ قبلنا وسيُحبّهُ كثيرٌ بعدنا، ولكن هنا سؤال يتبادر: لماذا أحبّوا عليّاً؟؟ هل أنّ عليّاً(عليه السلام) ثريٌّ وهم طامعون بماله؟ أم هل لعليّ عشيرةٌ يخافون منها؟ أم هل أنّ عليّاً حاكمٌ يتملّقون اليه؟ أم ماذا؟ ولكن يُمكن أن يكون سبباً من أسباب حبّ علي أنّ عليّاً يجمع كلّ فضيلة ويجمع كلّ شرف ويجمع كلّ خاطرة طيّبة فلهذا أحبّه الكثير، ولم يستطع حتى مَنْ ناصبوه العداء أن يقلّلوا من شأنه رغم ما تمادت عليه الدهور والأيّام وتملّكوا ما تملّكوا وأعطوا ما أعطوا لكنّ عليّاً بقي عليّاً".

وأوضح الشيخ قاسم: "أريد أن أذكر شاهداً واحداً.. أحد المحدّثين ينقل بعض كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام) وهذا المحدّث هناك رجل اسمه عامر الشعبي، قال كلمات عن علي(عليه السلام) يقول: تكلّم عليّ بتسع كلماتٍ إرتجلهنّ ارتجالاً ففقأن عيون البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللّحاق بواحدة منهنّ.. ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب: فأمّا اللاتي في المناجاة فقال: إلهي!.. كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً.. أنت كما أُحبُّ، فاجعلني كما تحبُّ. وأمّا اللاتي في الحكمة فقال: قيمة كلّ امرئ ما يُحسنه.. وما هلك امرؤ عرف قدره.. والمرء مخبوٌّ تحت لسانه. واللاتي في الأدب فقال: إمنُنْ على مَنْ شئت، تكن أميره.. واحتج إلى مَن شئت، تكن أسيره.. واستغن عمّن شئت، تكن نظيره)".

مبيّناً: "هذه الجمل التسع لو عددنا زمنها لكان أقلّ من ثلاث دقائق، ثلاث دقائق يمكن أن تجعل الإنسان قدوةً فكيف لو كنّا مع عليّ(عليه السلام) نعيش في ظلّه، لقد خسرنا عليّاً خسراناً كبيراً ولا يُمكن أن يكون هناك عوضٌ عن هذه الخسارة إلّا بأمرٍ واحد، لقد قال أميرُ المؤمنين هذا الكيان الشامخ الذي هو فوق الوصف: تأمّل في رجلٍ وتحسّر على أيّامه. ويذكره ويقول: نفسي فداكم إنّه الإمام الحجّة بن الحسن. فإن كنّا نحبّ عليّاً(عليه السلام) فعلينا أن ننتظر الحجّة بن الحسن بما أوصانا به (صلوات الله وسلامه عليه)، وأهمّ ما أوصانا به هو اتّباع المراجع والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم وأن لا نخطو خطوة إلّا بأمرهم رضوان الله تعالى على الماضين وحفظ الله الباقين".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: