الى

الجُهَنِيّ واللّيلةُ الثالثةُ والعشرون من شهر رمضان المبارك..

جاء في كتب التاريخ والسير أنّ أحد أصحاب الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله) كان مشغولاً يرعى الغنم خارج المدينة المنوّرة، فجاء إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) وسأله عن اللّيلة التي يأتي بها الى المدينة كي يدرك ليلة القدر؟.
فعدّد له النبيّ(صلى الله عليه وآله) ليلة تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، لكنّ هذا الشخص -الذي يُسمّى بالجهني- قال: لا أستطيع المجيء إلى المدينة في ليلتين، فقال له النبيّ(صلى الله عليه وآله): إذهب إلى المدينة في اللّيلة الثالثة والعشرين فقط.
وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا(عليهما السلام) أي الإمامين محمد بن علي الباقر أو جعفر بن محمد الصادق(عليهما السلام) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
فَقَالَ: (لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَلَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ).
وَقَالَ: (لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ).
"وَحَدِيثُهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله): إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ المَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا؟
فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ".
ويبدو أنّ المسلمين لمَّا تعوّدوا رؤية الجهني في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان فقط خلال السنة؛ لانشغال هذا الرجل بإبله وغنمه وعدم تمكّنه من الحضور في غيرها من الأيّام والليالي لذلك أسموا هذه الليلة باسمه.
هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإنّه يُستفاد من مجموع الروايات والأحاديث الواردة بهذا الشأن أنّ المسلمين آنذاك فهِموا بصورةٍ غير مباشرة من إسْرارِ النبيّ(صلى الله عليه وآله) للجُهَني، وما لَحِقَ ذلك اللّقاء من مواظبة الجُهني على إحياء هذه اللّيلة والحضور في مسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة للعبادة والذكر أنّ ليلة الثالث والعشرين هي ليلة القدر.
وللاطّلاع على أعمال هذه الليلة المباركة وفضلها إضغط هنا.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: