الى

يومُ النصف من شوّال ذكرى شهادة أسد الله الحمزة عمّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)..

تمرّ علينا هذا اليوم ذكرى شهادة الحمزة بن عبد المطّلب(رضي الله عنه وأرضاه) عمّ النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك في معركة أحد التي دارت بين المشركين والمسلمين في الخامس عشر من شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة الشريفة، وفيها أنزل الله سبحانه الآية الكريمة: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران:116.

ورُوي أنّ أوّل لواءٍ عقده الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) في المدينة كان لحمزة، إذ بعثه في سريَّةٍ من ثلاثين راكباً لاعتراض قافلة قريش التي كانت قادمةً في ثلاثمائة راكب من الشام بقيادة أبي جهل، ولم يقع قتالٌ بين الطرفين فعادت سريَّةُ حمزة إلى المدينة.

وكذلك حمل حمزة في السنة الأولى من الهجرة لواء رسول الله(صلى الله عليه وآله) في غزوة: بواط، والأبواء، وبني قينقاع، وبالغ في نصرة النبيّ(صلى الله عليه وآله) في معركة بدر الكبرى وأبلى فيها بلاءً حسناً، وقَتَل فيها سبعة من صناديد قريش.

شهد حمزة بن عبد المطلب معركة أُحُد وله فيها صولات مشهودة. ولأنّه قَتَل في بدر صناديد العرب فقد ترك اللّوعة والأسى في قلوب مشركي مكّة، فأضمروا له الكيد وأخذوا ينتهزون الفُرَص للانتقام منه، وكانت هند بنت عتبة قد بعثت إلى وحشيّ بن حرب قبل معركة أُحُد، وكان عبداً من أهل الحبشة، فأغرته بالأموال إن هو قتل حمزة، وذلك طلباً لثأر أبيها وأخيها اللذين قُتلا ببدر.

وكان وحشيّ مشهوراً برمي الحربة، ولم تكن العرب آنذاك تعرف هذا السلاح الذي كان خاصّاً بأهل الحبشة، وتُسمّى هذه الحربة عند العرب بـ(المزراق) وهي عبارة عن رمحٍ قصير.

فقال وحشيّ وهو في أرض أُحُد: إنّي لأنظر إلى حمزة وهو يهذّ الناس بسيفه، ما يلقى شيئاً يمرّ به إلّا قتله، فهززتُ حربتي ودفعتها عليه، فوقعت في ثنيته [أسفل بطنه]، فخرَّ صريعاً ثم تنحَّيت عن العسكر وبعد أن بلغ هنداً مقتلُ حمزة(عليه السلام) جاءت فَبَقَرَتْ كبدَهُ فَلاكَتْه، فلم تستطعْ أن تَسِيغَه فَلَفَظَتْه.

ولمّا انتهت المعركة وُجد حمزة(عليه السلام) ببطن الوادي من الجبل وقد مُثِّل به وعندما رآه النبيّ(صلى الله عليه وآله) بكى ثم قال: (لن أُصاب بمثلك، ما وقفتُ موقفاً قَطّ أَغْيَظُ عَليَّ من هذا الموقف)، وأمر(صلى الله عليه وآله) به فَدُفِن.

وكانت شهادته(عليه السلام) في السنة الثالثة للهجرة النبوية المشرَّفة، وقد رثاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) بكلمات مؤثّرة، نذكر منها: (يا عمَّ رسولِ الله، وأسدَ الله، وأسدَ رسولِ الله، يا حمزةُ يا فاعل الخيراتِ، يا حمزةُ يا كاشف الكُرُبَاتِ، يا حمزةُ يا ذابّاً يا مَانِعاً عن وجه رسول الله..).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: