الى

العتبة العباسية المقدسة تكرم الوجبة الثانية من عوائل وذوي شهداء الشرطة الأتحادية المستشهدين في معارك تحرير الفلوجة

"الشهادة هي أرفع وأسمى وسام سطّره المجد على صدور أبنائكم الذين ضحّوا بالغالي والنفيس فداءً لهذا الوطن ودفاعاً عن أرضه ومقدّساته، وقد جادوا بنفسهم وضحّوا بها من أجل أن يبقى وطنهم عزيزاً.."، بهذه الكلمات رحّب الشيخ عادل الوكيل معاون رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العبّاسية المقدّسة بعوائل وذوي شهداء قوّات الشرطة الاتّحادية الذين سقطوا في معارك تحرير الفلوجة خلال الكلمة التي ألقاها في حفلٍ أقامته العتبةُ المقدّسة لتكريمهم عصر اليوم الخميس (28ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(1أيلول 2016م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة.

وأضاف قائلاً: "عندما نقف في هذه المواقف يقدح في أذهاننا ونحن نعيش ظرفاً خاصّاً جدّاً كلّ من ضحّى بنفسه وهو يذود عن تربة هذا الوطن الغالي، الذي شهد العديد من الأحداث منذ عام 2003، ولعلّ أبرزها هي ما تعرّض اليه من هجمة إرهابية شرسة أرادت النيل من عزّة وكرامة هذا البلد -بلد المقدّسات-".

متابعاً: "نتيجةً لهذه الأحداث ولشعور المرجعية الدينيّة العُليا بهذا الخطر المحدق أطلقت فتواها التاريخيّة بالوجوب الكفائيّ للدفاع عن العراق ومقدّساته لتلافي أيّ تداعيات تُرافق هذه الهجمة، وبالفعل انبرى أحرارٌ تقلّدوا النخوة والغيرة العراقية وامتثلوا لهذه الفتوى وأحبطوا المخطّطات وأبطلوا المراهانات وحموا الأرض والعرض وصانوا المقدّسات التي كانت ضمن أجندة العصابات التكفيريّة والإرهابية".

وبيّن الوكيل: "أنّ هذه العصابات ومن يساندهم قد راهنوا على مناطق عديدة كانت تحت سيطرة داعش لكن كانت هناك إرادة أقوى وهدف أنبل أرجع كيدهم الى نحورهم، ومن المناطق التي راهنوا عليها هي الفلّوجة التي كانت الملاذ الآمن لهذه العصابات ومأوى لعتاتهم، لكن بفضل الله تعالى وبهمّة الغيارى من القوّات الأمنية والحشد الشعبي حرّرت هذه المدينة وسطّر أبناء الجيش والشرطة الاتّحادية وقوّات الحشد الشعبيّ أروع الصور في الشجاعة، ورووها بدمائهم لتعود الى أحضان الوطن بفضل هذه الدماء الزواكي".

موضّحاً: "تذكّروا مقولة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه) عندما قال مخاطباً المقاتلين: (يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً)".

بعد ذلك قام الشيخ ماجد السلطاني بتوضيح بعض الأمور التي تخصّ هذه المكرمة قائلاً: "هي من صناديق دعم عوائل الشهداء ودعم مقاتلي القوّات الأمنيّة التي تُشرف عليها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وهي أموالٌ خالصةٌ ليست من جهةٍ معيّنة وإنما ممّا جادت به أيدي الزائرين، وإنّ هذا المشروع مستمرّ وقد ابتُدئ منذ انطلاق فتوى الوجوب الكفائيّ وشمل أغلب مناطق العراق لدعم عوائل الشهداء والجرحى دون تفرقةٍ بين فئةٍ أو طائفة، وإنّما جميعها تحت مظلّة العراق والدفاع عنه".

يُذكر أنّ العتبة العباسيّة المقدّسة قد أعدّت برنامجاً خاصّاً بتكريم عوائل الشهداء منذ انطلاق فتوى الجهاد الكفائي والى يومنا هذا، حيث عملت على تكريم ورعاية آلاف العوائل بناءً على توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا ومن أجل إدامة زخم المعركة ضدّ العصابات الإجرامية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: