الى

السيّد الصافي: البلد لا يُمكن أن يُبنى بسواعد غيرنا بل بسواعد أبنائه، وهذه السواعد تحتاج الى نموّ وأن تفرض نفسها علمياً واقعياً..

جانب من حفل الختام
(البلد لا يُمكن أن يُبنى بسواعد غيرنا بل بسواعد أبنائه، وهذه السواعد تحتاج الى نموّ وأن تفرض نفسها فرضاً علمياً وموضوعياً واقعياً، وأعتقد هذا موجود بحمد الله تعالى) هذا ممّا جاء في كلمة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) خلال حفل ختام المخيّم السنوي الرابع للطلبة المنسّقين في الجامعات العراقية الذي أُقيم على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات عصر يوم أمس الجمعة (29ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(2أيلول 2016م) وضمن فعاليات وأنشطة مشروع فتية الكفيل الوطني.

وأضاف: "لا يخفى على حضراتكم ما للطالب الجامعيّ والجامعات بصورة عامّة من دورٍ فاعل في حياة المجتمعات، ولعلّ هناك مسؤولية ملقاة على الطالب خارج الإطار المدرسي ألا وهي معرفة الطالب موقعه في بناء بلده، وللأساتذة هنا لهم الدور في تنبيه وتوجيه الطلبة لما ينتظرهم من مستقبل وحاجة البلد، وهذا يأتي عن طريق ما يتركة المعلّم في الابتدائية والمدرّس في الثانوية والأستاذ في الجامعة من بصمة على هذا الطالب تنعكس على حياته وسلوكه وتحاكيهما".

وتابع: "البلد اليوم يحتاج لجميع الطاقات والعراق بلدٌ غنيّ بها، وعلى هذه الطاقات والمواهب أن لا تكسل نتيجة فساد الحكّام وليجعل محبّة الوطن هي هدفه الأسمى، وعلينا تقويتها وتجذيرها في نفوس الطلبة".

وبيّن السيد الصافي: "تارةً الإنسان يحبّ التفوّق في عمله من أجل خدمة وطنه، وتارةً يحتاج الى محفّزات إذا شعر أنّ هذا البلد بحاجة اليه، وهذا الوقت الذي تقضيه الآن يمكن أن تقضيه في النوم أو في اللّعب، وكلّما كان الإنسان حريصاً على الاستفادة من الوقت كان نموّه أسرع، والطالب ما دام في هذه القوّة الشبابيّة والبدنية التي يمتلكها عليه أن يستثمرها الاستثمار الأمثل ويوظّفها التوظيف الصحيح لكي لا يندم عليها".

واستدرك: "هذا البرنامج الذي جئتم به الى العتبة العبّاسية المقدّسة قد يأخذ منكم أربعة أو خمسة أيام، لكن واقعاً قد يترك بصمات كثيرة في حياتكم المستقبلية مع أنّه نشاط غير صفّي، هذه النشاطات تجعلك تنمّي من مكنونات طاقاتك التي قد تكون مخفيّة عن أستاذك وهذه يمكن استثمارها في خدمة البلد".

وتابع السيد الصافي: "عندنا أزمة ليست في الرجال ولا في المواقع بل في إشغال المواقع لأنّنا عندما نوفّر الكفاءات خياراتنا تكون أكثر، وهذه الكفاءات اليوم مطلوبة فالطلبة يُمكن أن تنصهر شخصيّتهم بشكلٍ جيد بناءً لحاجة البلد، الأساتذة كلماتهم تكون مسموعة للطالب من خلال توجيهه الوجهة الصحيحة التي تخدم بناء البلد، فالبلد لا يمكن أن يُبنى بسواعد غيرنا بل بسواعد أبنائه، وهذه السواعد تحتاج الى نموّ وأن تفرض نفسها فرضاً علمياً وموضوعياً واقعياً، وأعتقد هذا موجود بحمد الله تعالى".

وأضاف: "نحن ندعم هذه المشاريع والدورات والمخيّمات بدءً من الروضة الى الجامعة، لكونها تؤثّر تأثيراً كبيراً على شخصية الطالب، فقد تعلّمه بعض الأمور التي يحتاجها بعد عشر سنوات، وهذه الأمور قد لا تأتي من التحصيل العلمي فقط لكن من خلال هذا التنوّع الذي يكون في الدورات والتنقّل في المعارف والعلوم وتفتح للطالب آفاقاً قد يحتاجها في المستقبل".

واختتم السيد الصافي: "نتمنّى أن تكون جامعاتنا سبّاقةً لحلّ ما يعانيه البلد من مشاكل من خلال الأفكار التي تطرحها، وهمّة الأساتذة وعزيمة أبنائنا الطلبة في ان يكثروا من هذه الممارسات التي تزيدهم التصاقاً بهذا البلد العزيز وأيضاً تصقل هذه الشخصية وتقوّمها التقويم المطلوب".

كما كانت هناك كلمة للطلبة المنسّقين ألقاها الطالب عمار ماجد بالنيابة عنهم، شكر فيها العتبة العبّاسية المقدّسة على جهودها الكبيرة في التواصل الفكري والثقافي مع الجامعات والمعاهد العراقية من خلال إقامة المهرجانات والمؤتمرات بالإضافة الى الدورات والمخيّمات التي تساهم في صقل مواهبهم من أجل استثمارها في خدمة البلد مستقبلاً.

يُذكر أنّ هذا المخيّم استمرّ لمدّة خمسة أيّام بمشاركة (35) منسّقاً من إحدى عشرة جامعة عراقية حيث يهدف الى ديمومة التواصل بين الجامعات والمعاهد العراقية والعتبة العبّاسية المقدّسة في تنفيذ النشاطات داخل الحرم الجامعيّ لمختلف الجامعات.
تعليقات القراء
1 | محمد مكي جودي | 03/09/2016 | العراق
اتقدم بالشكر الجزيل للامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة متمثلة بالمتولي الشرعي لها واسال الله ان يوفق جميع العاملين فيها و لاسيما جنود العلاقات الجامعية على راسهم الشيخ ازهر الركابي سائلا العلي القدير ان يحفظهم و يوفقهم لكل ما فيه الخير و الصلاح لهذا البلد المعطاء
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: