نتيجةً لما تشهده العتبةُ العبّاسية المقدّسة من تطوّرٍ وتوسّعٍ في مجال عملها من ناحية التصنيع والصيانة للمنشآت التابعة لها ولضيق المساحات المشغولة التي بدأت تضيق بالعاملين والمعدّات المستخدمة في العمل، بادرت العتبةُ المقدّسة بإنشاء مجمّعٍ للورش الصناعية حسب عمل كلّ ورشة مضافاً الى مخزنٍ متكاملٍ ملحقٍ بها، ليُضاف هذا المشروع الى سلسلة المشاريع الاختصاصية الرامية للرقيّ بعمل العتبة المقدّسة وجعله عملاً مؤسّساتيّاً.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "المشروع هذا هو واحدٌ من مشاريع أخرى مماثلة له منها ما هو قيد الإنشاء وآخر قيد الدراسة، وقد تمّ اختيار موقع المشروع قرب مشروع المحاليل الوريدية الواقع في محافظة كربلاء المقدّسة على طريق منطقة الجمالية، وجاء اختيار هذا المكان لوجود مساحات يُمكن استثمارها بإقامة مثل هذا المشروع الذي سيكون مجمّعاً متكاملاً فيه مجموعة من الورش الصناعية مضافاً اليها مخزنٌ يرفدها بما تحتاجه من موادّ أوّلية".
وأضاف: "أجرينا في البدء -قبل الشروع بالمخطّطات- دراسة موقعيّة لما تملكه العتبة العبّاسية المقدّسة من ورش ومعامل وملحقاتها وبناءً عليها تمّ إجراء المخطّطات اللّازمة لها ووُزّعت على عدّة مواقع منها هذا الموقع، لكون أنّ كلّ ورشةٍ لها ظروف عملٍ إنشائيّة خاصّة بها، وبعد حصول الموافقات الأصوليّة من قبل الدائرة الهندسيّة في ديوان الوقف الشيعيّ تمّت إحالته لإحدى شركات المقاولات الإنشائية وهي شركة اللّواء العالمية اللبنانيّة للتجارة العامة والمقاولات، فباشرت بهذا المشروع ولا زال العمل جارياً به حتى الآن".
أمّا عن تفاصيل المشروع فقد بيّن الصائغ: "المشروع يُقام على أرضٍ مساحتها (64,750م2) مقسّمة ما بين ورشٍ ومخازن مزوّدة بمنظوماتٍ ميكانيكية وكهربائية متكاملة، بالإضافة الى ما يحتاجه المشروع من طرقٍ ومرآب للسيارات ومنظومات أخرى، على أن تزوّد الورش التي ستُوزّع كلّاً حسب موقعها والمكان المخصّص لها بما تحتاجه من أجهزة ومعدّات إضافيّة فضلاً عمّا تحويه حاليّاً".
يُذكر أنّ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة قد نفّذ العشرات من المشاريع الكبيرة فضلاً عن المئات من المشاريع الصغيرة والمتوسّطة (ومنها هذا المشروع) داخل العتبة وخارجها منذ تأسيسه بعد سقوط النظام المُباد، وقد تمّ تنفيذ معظمها بكوادره العراقية وأشرف على ما تبقّى منها والمنفّذ معظمها بكوادر عراقيّة أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة أو النادر ممّا نفّذته عمالة أجنبية.