الى

كفّا أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تسقي قرية آل ملال في الناصرية بعد أن نساها المعنيّون..

محطة ماء التصفية
قرية آل ملال هي واحدةٌ من بين مئات القرى التي تُعاني من الإهمال الحكوميّ الكبير وصمتٍ عن الوضع الإنساني المتردّي، ويشكو سكّانها من ضنك العيش ونقصٍ في الغذاء والخدمات فضلاً عن انتشار الأمراض والتشوّهات الخلقية والوفيات المتعدّدة بين حديثي الولادة، وهي أعدادٌ كبيرة نسبيّاً مقارنةً بالعدد القليل من سكنة القرية حتّى أصبحت صفةً ملازمة لهذه القرية التي تضمّ زهاء (30) داراً ويقدّر عدد سكّانها بـ(650) نسمة وهي تابعة لمحافظة ذي قار وتقع بين قضاء الشطرة من جهة الشمال وناحية النصر.

هذه القرية -بحسب ساكنيها- سجّلت عدداً كبيراً من حالات الإصابة بأمراض العوق الولادي والاضطرابات العقلية، وهو الأمر الذي عزاه الأهالي الى اعتمادهم على مشروعٍ إروائيّ صغير كمصدرٍ لمياه الشرب دون وجود أيّ شبكات مياه حكومية أو محطّة للتنقية والمعالجة، واستمرّ هذا الحال لسنين حتى وصلت استغاثتهم لخَدَمَة ساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لتمتدّ كفّاه وتنقذهم من الوضع المأساوي الذي يعانون منه، ولتنصب لهم محطّة تصفية ماءٍ متكاملة ذات طاقة تجهيزيّة كافية لهذه القرية، وبالفعل نصبت هذه المحطّة قبل أشهر وأصبح أهالي المدينة ينعمون بهذه البركات وينهلون من مائها العذب الذي عجزت عن توفيره السلطات الحكومية.

وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وفدُ العتبة العبّاسية المقدّسة الذي ترأّسه مسؤولُ قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان، وجد أنّ وضع هذه المدينة من ناحية مياه الشرب قد تغيّرت بوصلته وأصبحوا ينعمون بهذه النعمة، حيث بيّن قائلاً: "بعدما وصلتنا هذه المشكلة عن طريق الخيّرين ووحدة الشعائر الحسينيّة في الشطرة قمنا بنقلها للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة فوافقت على الفور بإنشاء هذا المشروع الإنسانيّ، واستطاع أن يسدّ حاجة هذه القرية التي كانت تعتمد على ماء الشرب بمشروعٍ إروائيّ يبلغ طوله سبعة كيلو مترات وهو المصدر الرئيس لمياه الشرب والطبخ والغسل لأفراد القرية".

وأضاف: "عانت هذه القرية من مشاكل صحّية وبيئيّة لكونها تشرب من مياه نهرٍ يمرّ عبر عدّة قرى ليصل اليها محمّلاً بالمياه الآسنة والمخلّفات البشرية والحيوانية من القرى الأخرى، ممّا تسبّب بظهور إصاباتٍ غريبة بين الأطفال مثل الإعاقة والشلل الولادي وحالات عملية رفع الكلى بسبب تلفها جرّاء تلك المياه، وحالات الضمور العقلي وتأخّر النموّ وحالتين من كبر حجم الرأس وطول أجسام الأطفال".

وبيّن الحاج رياض: "إنّ أهالي القرية وخلال تجوالنا فيها بيّنوا لنا قلّة هذه الحالات خصوصاً بعد أن تمّ نصب هذه المحطّة واعتمادهم عليها كمصدرٍ لشرب المياه، كذلك حمّلنا أهالي القرية بعض الطلبات التي سنعرضها -إن شاء الله- على الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة".

وفي ختام الزيارة قدّم أهالي القرية شكرهم الكبير وامتنانهم لهذه الخطوة الإنسانية التي عجزت عن تقديمها الحكومة لسنين عديدة آملين في الوقت نفسه تنفيذ ما طلبوه في المستقبل القريب.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: