الى

ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا: البكاءُ على الحسين(عليه السلام) وإظهار الحزن على مصابه عبادةٌ بنفسها..

بيّن ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة يوم الجمعة (5محرم 1438هـ) الموافق لـ(7تشرين الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف: أنّ البكاء على الحسين(عليه السلام) وإظهار الحزن على مصابه عبادةٌ بنفسها يتقرّب بها المؤمنُ الى الله والى رسوله(صلّى الله عليه وآله) وتستوجب جزيل الثواب وعظيم الأجر.

وقد أوضح قائلاً: "نعيش في هذه الأيّام ذكرى نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) وخروجه للإصلاح في أمّة جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله) والفاجعة التي حلّت بالإسلام والمسلمين باستشهاده واستشهاد جمعٍ من أهل بيته وأصحابه الميامين.

ولتلك النهضة الكبرى والفاجعة العظمى جوانب كثيرة يتداولها أهل العلم والمعرفة بالبحث والتحقيق، ولكن نريد أن نشير هنا ونحن نعيش هذه الأيّام العاشورائيّة الحزينة الى جانبٍ من تلك الجوانب، وهو ما يمثّله الحزن والأسى على مصاب سيّد شباب أهل الجنّة(عليه السلام) من أهمّية في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).

فقد دلّت الآثار والنصوص المتظافرة عن أئمّة الهدى(عليهم السلام) على أنّ البكاء على الحسين(عليه السلام) وإظهار الحزن على مصابه عبادةٌ بنفسها يتقرّب بها المؤمنُ الى الله والى رسوله(صلّى الله عليه وآله) وتستوجب جزيل الثواب وعظيم الأجر، فقد ورد عن الإمام الباقر عن أبيه الإمام زين العابدين(عليهما السلام) أنّه كان يقول: (أيّما مؤمنٍ دمعت عيناه حتى تسيل على خدّيه فيما مسّنا من أذى من عدّونا في الدنيا بوّأه الله منزلَ صدق)، وورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه كان يدعو في سجوده فيقول: (اللهم ارحم تلك الخدود التي تقلّبت على حفرة أبي عبد الله(عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمةً لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا).

فإنّ الحزن على مصاب سيّد الشهداء(عليه السلام) مظهرٌ صادق من مظاهر الحبّ والولاء لنبيّ هذه الأمّة وآله الأطهار الذين اصطفاهم الله تعالى وأمر بمودّتهم وحبّهم وجعل ذلك أجر هذه الرسالة، فقال الله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)، وقد استفاضت الروايات الشريفة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في أنّ المراد من القربى الذين أوجبت الآية الكريمة مودّتهم هم: عليّ وفاطمة وابناهما الحسن والحسين(عليهم السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: