الى

إحدى رسائل الطفّ آدميّة الإنسان..

حين وصل الحال إلى المُحال في ترميم تصدّعات جسد الأمّة الإسلامية وغياب الصفات الآدميّة عند الحكّام، كان لابُدّ من أن يُصعق ويُصدم جسدُ الأمّة الإسلامية لكي يبرز المضمون الإنساني ويخطّ سبيلاً حضاريّاً يمتدّ إلى أبعد نقطةٍ في أفق التأريخ المستقبليّ.

ولينفتح علماءُ الأديان السماويّة المثقّفين وكلّ البشريّة بمختلف طبقاتهم على القيم والمبادئ الكبرى التي صاغتها النهضةُ الحسينيّة، التي تُعدّ الخطوة الأولى في مشروع فصل السلطة التشريعيّة عن التنفيذيّة من أجل ضمان العدل للمجتمع، وتؤسّس أيضاً للدور الثوريّ في بناء الإنسان ضدّ الظلم الذي ينعكس على المجتمع بشكلٍ مباشر، لتخلق بذلك مضامين إنسانية سامية.

فالنهضة الحسينيّة وتأسيسها للبناء السليم للإنسان كلٌّ له شروطه ومرتكزاته، حيث بدأت من نبذ احتكار السلطة والجور على الناس وكتمان الحقّ رغم قلّة العدد وخذلان الناصر، وحثّ العارفين والعلماء بنشر العلم والمعرفة وتعميمهما والاحتكام الدائم إلى الحجّة والبرهان والخروج من كلّ دوائر الجدل الذي يبتعد عن الحقائق تارةً أو لا يستهدف الوصول إليها تارةً أخرى.

كما أنّ النهضة الحسينيّة أسّست لمفاهيم العمل على اكتشاف وإظهار الينابيع الإنسانية العميقة للدّين الإسلاميّ بل تعدّى ذلك ليكون لكلّ الأديان السماويّة، وساهمت في بلورة خيارات إنسانيّة أكثر عدلاً ومساواة وحرّية للبشريّة جمعاء.

إنّ هذه النهضة العظيمة قد أفشلت على مرّ الدهور كلّ محاولات الانحباس والتضييق والبعد عن الروح الإنسانية التي كلّفت البشرية الكثير من العناء والشقاء، بسبب الابتعاد عمداً عن نهجها وتطبيق قوانينها، فالمجتمعات الإنسانيّة اليوم في أمسّ الحاجة إلى الدين في بُعْده الإنساني والأخلاقيّ والروحيّ الذي جسّدته أروع تجسيد واقعةُ الطفّ.

لذا ما كان لكلّ صاحب لبٍّ سليم إلّا أن ينتمي إلى هذه المدرسة المعطاء، وممارسة شعائر الحزن وإظهار عظم الفاجعة في هذه الأيّام العاشورائية، وهذه ليست مدعاة للانتقاص من حقوق الإنسان أو التقليل من فُرصه في العدل والحرية كما يدّعي البعض، بل ما دُمت في كربلاء فالحقوق مصانة للجميع بصرف النظر عن الدين أو العرق أو القومية..

المكتبة المصوّرة في شبكة الكفيل العالميّة وبعدسة مصوّريها رصدت جزءً من المشاهد للأيام العشرة الأولى لشهر محرّم الحرام (1438هـ)، داخل العتبتين المقدّستين وما بينهما..

للمزيد من الصور إضغط هنا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: