الى

إبدال علمي قبتي حرمي الإمام الحسين وأبي الفضل العباس(عليهم السلام) إلى اللون الأسود إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام 1433هـ

جانب من المراسيم
جانب من المراسيم
في مراسيم ملؤها الخشوع والإجلال، وبمشاهدة ملايين المؤمنين في شتى أنحاء المعمورة، وبحضور عشرات الآلاف منهم، والذين غصت بهم العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وساحة بين الحرمين، تمت عملية تبديل رايتي قبتي حرمي الإمام الحسين وحامل لوائه أبي الفضل العباس عليهما السلام، وذلك من اللون الأحمر إلى اللون الأسود.

العملية التي تجري سنويا وترمز إلى بدء السنة العربية الهجرية، بشهر محرم الحرام، الذي استشهد فيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته وأصحابه في ملحمة الحق، ملحة الطف الخالدة.

اما وجود مراسيم بهذا الحجم تضم العديد من الفقرات العزائية المختلفة، فهو أمر جديد بادرت به إدارة العتبتين المقدستين قبل بضع سنوات بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003، إظهارا لشعائر الله، وترسيخها بشكل أعمق، فقد تقرر إثر ذلك إجراء تلك المراسيم كما عليها الأمر الآن، وذلك بعد انقضاء يوم 29 ذي الحجة من كل عام، بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء من ذلك اليوم، فان تمت الرؤيا الشرعية لهلال شهر محرم الحرام طبقا لما يرد من مكتب المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى السيد على الحسيني السيستاني، يتم إعلان ذلك خلال المراسيم، وهذا ما جرى هذا العام 1433هـ.

حيث كانت المراسيم في العتبة الحسينية المقدسة بحضور السادة ممثلي المرجعيات الدينية في النجف الأشرف والسيد رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري، وعدد من الشخصيات الدينية في البلاد, بضيافة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وعددٌ من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها ومسؤوليها.

حيث ابتدأت المراسيم في العتبة الحسينية المقدسة بتلاوة أيٍة من الذكر الحكيم للمقرئ أسامة عبد الحمزة الكربلائي، ومن ثم كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي الموقر السيد صالح الحيدري وجه فيها التعازي للأمة الإسلامية وبيّن فيها " نحن اليوم في أول ليله من ذكرى النهضة الحسينية والتي تعد ومن أهم المحطات في تاريخ الأمة الإسلامية لأنها تضمنت كل القيم الإسلامية كما ساهمت في استمرار هذه القيم لهذا اليوم".

مبينا" وتأتي أهمية هذا الشهر في إحياء شعائر الدين، والتذكير بأهمية النهضة الحسينية في تقويم إعوجاج الفرد والمجتمع، الحاكم والمحكوم".

بعدها جاءت كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ألقاها الأمين العام للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي حيث قدم من خلالها التعازي للأمة الإسلامية كما أستذكر واقعة الطف الأليمة والتي تقام شعائرها على مدى شهرين .

كما أوضح " الكربلائي أن هذه الشعائر الحسينية ليست بدعة ابتدعناها وإنما هو أرث ورثناه عن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي كان هو المؤسس لها وكذلك الأئمة الأطهار ".

مبينا" أن هذه الشعائر هي التي تساهم في الحفاظ على ديمومة رسالة الطف الخالدة, كما يجب علينا أن ندرك هذه الرسالة وأهدافها ليس بالقول فقط وننادي لبيك ياحسين وإنما بالعمل الصالح ونلتزم بما أمر به الله عز وجل".

وعلى صوت الألحان الجنائزية الحزينة تصاحبها حناجر المؤمنين وهي تصدح "ياحسين"، وبحضور خدمة العتبة المقدسة من السادة الخدم الذين يحملون الصولجانات، وكردوس عسكري من قوة حماية الحرمين الشريفين الحامل للرايات السوداء يتقدمهم الضباط الذي رفع أحدهم سيف تحية العلم العسكرية، ووسط أصوات عشرات الآلاف من المعزين التي تعالت عند إنزال العلم الأحمر ورفع الأسود بدلاً عنه .

ومن ثم أنطلق موكب مهيب من العتبة الحسينية المقدسة إلى العتبة العباسية المقدسة لتتم مراسيم تبديل العلم الأحمر لقبة حامل لواء الإمام الحسين عليه السلام، أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام .

وقد بدأت المراسيم في العتبة العباسية المقدسة بكلمة لأمينها العام السيد أحمد الصافي جاء فيها "عاشوراء هذا اليوم الذي سُفك فيه دم الإمام الحسين عليه السلام، كان سبباً في دمعة النبي الأكرم سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله عندما ولد الإمام عليه السلام، وكان عاشوراء سبباً لألم سيد الوصيين علي عليه السلام، وسبباً لدمعة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام".

وأضاف "إن عاشوراء ليست واقعة حصلت وانتهت بل هي وراثة لأنبياء الله آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم صلوات الله، وهي انتصارٌ للتوحيد والإسلام والحق على الكفر والباطل، وعاشوراء مِنّةٌ على جميع المسلمين لأنها حفظت الإسلام وأبقت (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وجعلته واقعاً بعد أن أراد أهل الضلال محوها ".

موضحاً " إذا أردنا أن نعرف الإمام الحسين عليه السلام فعلينا أن نزور زيارة عاشوراء لأن مضامينها جسدت قضية الإمام الحسين وبيّنت أعداءه".

مضيفاً "كما إن وجودنا هنا لإحياء مراسيم عاشوراء هو مواساة ومؤازرة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وتأييدٌ لرسالته السمحاء وللأئمة عليهم السلام حاملي هذه الرسالة بعد النبي صلى الله عليه وآله ".

وحرصا على إشراك كل محافظات العراق في هذه المراسيم فقد قررت الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين أن تقدم محافظة راية كل سنه لتكون في مرقد حامل لواء الحسين أبي الفضل العباس عليه السلام وقد كان الاختيار في هذه السنة لمحافظة التأميم (مدينه كركوك) حيث أستلم الراية نيابة عن الأمانتين العامتين السيد أحمد الصافي من ممثلين عن المدينة .

وبعدها استبدلت بها رايةً حمراء رمزية كانت منصوبةً على سارية فوق منصة الحفل، وليقوم بعدها إلى أحد السادة الخدم برفع الراية السوداء الجديدة على القبة الشريفة.

وجرت نفس المراسيم التي حصلت في العتبة الحسينية المقدسة هنا في العتبة العباسية المقدسة، حيث أُنزلت فيها الراية الحمراء واستبدلت بالسوداء مع مصاحبة نفس اللحن الجنائزي الذي رافقته حناجر المؤمنين وهي تصدح "ياعباس". واختتمت المراسيم بمجلس عزاء أقيم في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام .

وغطى الحدث بالإضافة إلى البث المباشر، العديد من الفضائيات والإذاعات المحلية والعربية وعدداً من مندوبي الصحف العراقية، وقسمي البث المباشر في موقعي الأنترنت الرسميين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية .

يذكر أن هذه المراسيم وبهذا الحجم التي تضم العديد من الفقرات العزائية المختلفة، أمر جديد بادرت به إدارة العتبتين المقدستين قبل (6) سنوات, أي بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003، إظهارا لشعائر الله، وترسيخها بشكل أعمق، لتكون المراسيم على ما هي عليه الأمر الآن، وذلك بعد انقضاء يوم 29 ذي الحجة من كل عام، وحسب ثبوت الشهر الجديد من عدمه, وبعد أداء صلاتي المغرب والعشاء من آخر يوم في السنة الهجرية.



















تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: