الى

فاجعة أرادوا بها إطفاءَ نور أهل بيت النبوة عليهم السلام، ولكن (يَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)

باسقة كانت على جبلٍ أشم، وهي تحيينا من بعيد، صفراء جدائلها تلمع بألق الشهادة ضياء، عيناها تسع الشمس، كانت تترقب الدرب علها تلمح خيال الضيف، فمُها عبق بفيض الشهادة الأزلية معطاء، سخية يداها، اغتنمت من بيت النبوة دروس، فكانت الثغر الذي يُهدئ النفوس، فأصبحت كلم القلوب سامراء

لا تكتسب المدن شهرتها من لا شيء، فثمة حدث ما يحدد قدرها إلى ما لا نهاية لتكتسب من خلاله شهرتها، وفيض كرامتها الفذ، فسامراء العراق قلب ينبض بروح النبوة؛ كونها تحتضن إمامين من أئمة اهل البيت (عليهم السلام)، بل إنها دار لثلاثة، ثالثهم من سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجورا، سامراء وعندما نعنيها نعني ذلك الارث الضخم من المعارف والعلوم جذورها تمتد وتتوغل في أعماق تخوم التاريخ الإسلامي، وفيض العطاء شاخص كما هي شاخصة على أعتاب الزمن.

تمر علينا الذكرى الثانية عشرة للهجمة الإرهابية الظلامية على رمزنا سامراء الجرح الذي لا يندمل على مر العصور، ففي مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من محرم 1426 ه وقعت الحادثة الاليمة المتمثلة بالاعتداء الاثم والجبان الذي وقع على المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (صلوات الله عليهما) في مدينة سامراء المقدسة وهدم القبة الطاهرة له والذي ارتكبته العصابات الاجرامية وخوارج العصر

تلك الفاجعة العظيمة التي انتهكت بها حرمة العترة الطاهرة آل النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وقد أدمت قلوب عشرات الملايين من محبّيهم وأتباعهم في مشارق الأرض ومغاربها، وأضافت حزناً عظيماً الى أحزانهم الكثيرة التي توالت وتراكمت عليهم عبر التاريخ بجور الطغاة واضطهاد الظالمين.

حيث وقع الاعتداء الآثم حينما قامت جماعة التكفير والإرهاب بإقتحام حرم الإمامين العسكريين بسامراء في الساعة السابعة من صباح يوم ( 23 محرم 1426) الموافق ( 22/02/2006) بعد أن قيدوا شرطة حماية المرقد المكونين من خمسة أفراد فقط، ثم زرعوا عبوتين ناسفتين تحت القبة المباركة، وقاموا بتفجيرها ونتيجة لهذا التفجير تضرر جزء كبير من الضريح الحاوي على جسد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام)، كما وقد انهار جزء كبير من القبة الشريفية جراء تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما.

وعقب التفجير الاجرامي توالت العديد من ردود الفعل الرسمية والشعبية المستنكرة له، وسادت حالة من التوتر في الشارع العراقي حيث أراد المجرمون التكفيريون الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء الآثم أن يجعلوا منه منطلقاً لفتنة طائفية شاملة في العراق لكن الحكمة العالية للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف حالت دون ذلك حيث عقد مراجع الدين العظام في النجف الاشرف اجتماعا طارئاً لبحث تداعيات عملية التفجير التي استهدفت مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام)، وأصدر كل واحد منهم بيان لرأب الصدع ودرء الفتنة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: