الى

وحَسْبُكُمُ هذا التّفاوُتُ بينَنا وكُلُّ إناءٍ بالّذي فِيهِ يَنْضَحُ..

هو نفس البعد الشاسع بين الأرض والسماء.. وبين التخلّف والرقيّ.. وبين القسوة والرحمة.. بل بين نور الله الساطع وغياهب الجهل وظلماته.. إنّها أخلاق البيت المحمدي الذي ربّى هذه الشيبة المباركة.. شيبةٌ فارقت الأهل والديار واتّجهت الى ساحة الله لتَختِمَ عمرها بركنٍ من أركان الدين.. وتطبّق رحمة الشريعة السمحاء على أهالي الديار المحرّرة التي دنّستها عصاباتُ الشرّ وهو سعيدٌ وفرحٌ بتلبيته نداء المرجعيّة الدينيّة والوطن، فهنيئاً له على هذه التلبية وعلى هذه الوقفة التي سيذكُرُها التاريخُ عصوراً ودهوراً بحروفٍ من ذهب..

لكن بالمقابل.. هنالك شيبةٌ تغذّت على الحقد والكراهية.. وانتهلتْ قسوتها وجفاءها من مدرسة ابن تيميّة لتعليم التكفير والإرهاب.. لتتفاخر بقتل النفس وهتك الحُرُمات ومضغ الأكباد.. ولطالما كان العقلُ هو الميزان والمقياس في تمييز الحقّ من الباطل ليكون هو الحَكَمُ والفيصل.. وعند الله تجتمع الخصوم.

الصورة هي لأحد مقاتلي فتوى الدّفاع المقدّس في إحدى المناطق التي حُرِّرَتْ من محافظة الموصل وهو يحمل طفلةً لاذت به بعد أن أذاقها الدواعش وأعوانهم الهوان طيلة السنتين ونيّف الماضيتين، فوجدته الجدّ الحنون الرؤوم الذي حاولت العصاباتُ الداعشيّة تشويه صورته.. وهذا انموذجٌ لمئات من الحالات الإنسانيّة الأخرى. فكان ذلك بحقٍّ تطبيقاً لقول الشاعر:

وَحَسْبُكُمُ هذا التّفاوُتُ بَيْنَنا *** وَكُلُّ إناءٍ بالّذي فيه يَنْضَحُ
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: