الى

أعظم اللهُ لكم الأجرَ يا مُسلِمِينَ بشهادة نبيِّكُم..

الثامن والعشرون من شهر صفر ذكرى استشهاد خاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله) الذي أرسى قواعد الدين الحنيف لتنهل الأمّة الإسلامية من رسالته نبع الرحمة والنور وتسير على نهجه القويم وليُرسي بين الإنسانية مبادئ المحبّة والتسامح والعدل.
فقد أرسى رسولُ الله(صلى الله عليه وآله) قواعد السلام العالميّ في زمانه وأسّس مدرسةً جديدةً إنسانيّة كبرى حول مفهوم الحرب والسلام والخلق الحربيّ، قال تعالى: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ الْسَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، إنّها مدرسةٌ فريدة في إنسانيّتها ومثاليّةٌ فقد مكّنت الأجيال اللّاحقة من الاقتداء بنورها والسير على نهجها، وأُسّست على الحقّ والمنطق والأخلاق الفاضلة والنظام المرتّب الفريد في كلّ شيء وأوّله في الحروب، كلّ هذه الأمور أنتجت إيدلوجيّة جديدة آنذاك أرسى قواعدها الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) واستخلص بواسطتها عقيدةً مثاليّة تحلّى بها المسلمون، وبذلك استطاع الإسلام أن يفرض ذاته في الحياة فيبعثها معطاءة حيّة يرفدها بالروح المعنويّة والأحكام الشرعيّة والسلوك الإنساني والعمل في ما يهدي الإنسان ابتداءً من استعداده الذاتيّ لمواجهة الحياة وانتهاءً في استعداده الروحيّ لاستقبال الآخرة.
كانت شهادة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الاثنين (28) من صفر الخير، وذلك في سنة (11هـ) وعمره الشريف (63سنة)، وفي لحظات حياته الأخيرة قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه: ادعوا إليّ خليلي. فأرسل إلى علي(عليه السلام) فلمّا نظر إليه أكبّ عليه يحدّثه، فلمّا خرج لقياه (أبو بكر وعمر) فقالا له: أحدّثك خليلُك؟ فقال(عليه السلام): حدّثني ألف بابٍ يفتح كلُّ باب ألفَ باب.
لمّا كان قبل وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بثلاثة أيّام هبط جبرائيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجلّ أرسلني إليك إكراماً لك، وتفضيلاً لك، وخاصّة لك، يسألك عمّا هو أعلم به منك، يقول: (كيف تجدك يا محمّد؟) فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أجدني يا رسول الله مكروباً، وأجدني يا رسول الله مغموماً. قال: فلمّا كان في اليوم الثالث هبط جبرائيل وملك الموت وهبط معهما مَلَكُ الهواءِ يُقال له: «إسماعيل» على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلّا على سبعين ألف ملك فسبقهم جبريل، فقال: يا أحمد، إنّ الله سبحانه أرسلني إليك إكراماً لك، وتفضيلاً لك، وخاصّة لك، يسألك ما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمّد؟ فقال رسول الله: أجدني مغموماً، وأجدني يا رسول الله مكروباً. فاستأذن مَلَكُ الموت على الباب، فقال جبريل(عليه السلام): يا أحمد، هذا مَلَكُ الموت يستأذن عليك، وما استأذن على آدميّ قبلك، ولا يستأذن على آدميّ بعدك. فقال له النبيّ: ائذنْ له يا جبريل. فأذن له جبريل فأقبل حتّى وقف بين يدي رسول الله، فقال: يا أحمد، إنّ الله أرسلني إليك وأمرني أنْ أطيعك فيما أمرتني، فإنْ أمرتني بقبض نفسك قبضتُها، وإنْ كرهتَ تركتُها. فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): وتفعل ذلك يا مَلَك الموت؟ قال: بذلك أُمرت أن أفعل مهما أمرتَني.
قال الإمام محمد الباقر(عليه السلام): لمّا قُبض رسولُ الله بات آلُ محمد (صلى الله عليهم أجمعين) بأطول ليلة حتى ظنّوا أن لا سماءَ تظلّهم ولا أرض تقلّهم؛ لأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتر الأقربين والأبعدين في الله.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: