معهدُ القرآن الكريم يَفتحُ آفاقاً جديدةً للتعاون القرآنيّ مع جامعة بغداد والجامعة المستنصريّة..

شرع معهدُ القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بالتواصل ووضع حجر الأساس لتعاونٍ قرآنيّ بين المعهد من جهةٍ وكلٍّ من جامعة بغداد والجامعة المستنصريّة من جهةٍ أخرى.
ويأتي هذا التوجّه صوب الجامعات لأنّها تمثّل مراكز إشعاع فكريّ بما تقدّمه من علومٍ ومعارف، وهي من ركائز التقدّم والتطوّر في مختلف المجالات لما تُنتجه من طاقاتٍ بشريّة شابّة من شأنها تغيير المستقبل وجعله أكثر زهواً وإشراقاً إذا ما تسلّحت تلك الطاقات بالعقيدة السامية والفكر القرآنيّ السليم.
وكانت أوّل هذه الخطوات هي زيارةُ وفدٍ من مركز علوم القرآن وتفسيره وطبعه ترأّسه الشيخ ضياء الدين الزبيدي إلى جامعة المستنصريّة وكانت هناك لقاءات مع رئيس الجامعة المستنصريّة الأستاذ المساعد الدكتور صادق الهمّاش وكذلك المشاركة في افتتاح فعاليات ملتقى الطفّ الثقافيّ والعلميّ الدوليّ الثامن الذي يُقيمه ديوانُ الوقف الشيعيّ بالتعاون مع الجامعة المستنصريّة، من جانبه أبدى الدكتور الهمّاش رغبته الكبيرة بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة وخصوصاً في الشأن القرآني.
كما التقى الوفد برئاسة قسم علوم القرآن الكريم في الجامعة المستنصريّة وتمّ خلال اللقاء الحديث عن مجموعةٍ من البرامج القرآنيّة المختلفة سواءً ما يتعلّق منها بالندوات والمسابقات أو ما يتعلّق بالدورات القرآنيّة التي بالإمكان إقامتها في الجامعة، وقد رحّب القائمون على رئاسة القسم بهذا التواصل مبيّنين أنّه سيُثمر عن برامج قرآنيّة تسهم في إيجاد ثقافة إسلاميّة رصينة لدى الشباب الجامعيّ الواعي.
كما كانت الخطوة الثانية التي تُعدّ ضمن المساعي الرامية إلى تهيئة أرضيّةٍ قويّة لعملٍ قرآنيّ ناجح في الجامعات والمعاهد العراقيّة هي أن حطّ الوفدُ رحالَهُ في جامعة بغداد والتقى بالسيد المساعد العلميّ لرئيس الجامعة الأستاذ المساعد الدكتور أسامة فاضل عبد اللّطيف الذي رحّب كثيراً بالتعاون والتلاقي وما حمله الوفد من أفكار لمشاريع قرآنيّة يعتزم إقامتها في الجامعة، مبيّناً: "أنّ الجامعة وبخاصّةٍ الكلّيات التي تُعنى بالشأن الإسلاميّ والأقسام القرآنيّة على استعدادٍ كامل للتعاون في مُختلف القضايا القرآنيّة التي من شأنها أن تخلق جيلأً متسلّحاً بالفهم الصحيح لتعاليم القرآن السامية".
هذا وقد قدّم الشيخ الزبيدي من جانبه تعريفأً للأساتذة في الجامعتين بمسابقة أفضل مؤلَّفٍ عن القرآن الكريم على منهج الثقلين التي يُقيمها مركزُ علوم القرآن وتفسيره وطبعه، داعياً الباحثين والمختصّين في الجامعتين للمشاركة في هذه المسابقة، ومن المقرّر أن تُقام ندوتان للتعريف بالتفاصيل الكاملة للمسابقة خلال الأسبوعين القادمين في كلٍّ من الجامعة المستنصريّة وجامعة بغداد.
يُذكر أنّ مركز علوم القرآن وتفسيره وطبعه دعا في وقتٍ سابق كلّ الكتّاب والباحثين في الشأن القرآنيّ للمشاركة في مسابقة أفضل مؤلَّفٍ عن القرآن الكريم على منهج الثقلين التي تشمل محاور قرآنيّة متنوّعة، كما رُصِدت جوائزُ مادّية قيّمة للبحوث الفائزة.