الى

صدى الرّوضتين.. مسيرةُ عطاءٍ تألّقت بنور القداسة.. لتزهو عند ضفاف المئويّة الثالثة مِداداً حسينيَّ العقيدة والإباء.. عبّاسيّ الجود والإخاء..

جريدة (صدى الروضتين) الصادرة من قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة هي أوّلُ إصدارٍ لعتباتنا المقدّسة بعد سقوط النظام الدكتاتوريّ واستلام المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف إدارة العتبات المقدّسة، وها هي اليوم تحلّ عند ضفاف المئويّة الثالثة من إصداراتها لتكون مِداداً حسينيَّ العقيدة والإباء.. عبّاسيّ الجود والإخاء.

صحيفة (صدى الروضتين) شمسٌ مشرقة في سماء الإعلام الجادّ الملتزم.. وبحرُ ولاءٍ خضمّ زاخر بالإبداع على أكثر من صعيد، فإضافةً إلى جانب التغطية الإخباريّة لأنشطة العتبات المقدّسة من مؤتمراتٍ ومهرجاناتٍ وغيرها، تضمّ بين طيّات صفحاتها المباركة أجمل لوحات الألق وأبهاها..

المنبرُ الإعلاميّ في (صدى الروضتين) أصبح مناراً ثقافيّاً واجتماعيّاً ودينيّاً للعتبة العبّاسية المقدّسة، يعبّر عن كلّ الإنجازات والمشاريع والندوات والمؤتمرات العالميّة ومعارض الكتاب والأسابيع الثقافيّة التي تُقام في العتبة المقدّسة.

وأصبحت هذه المجلّة الراقية بكلّ نشراتها وكتاباتها حركةً إعلاميّة جديدةً وهادفةً الى مستقبلٍ زاهر من الحركة الفكريّة والأدبيّة.

وقفت (صدى الروضتين) أمام التحدّيات التي يمرّ بها بلدُ المقدّسات من هجمةٍ همجيّة من داعش الوهابيّة، وإعلان الفتوى المقدّسة للدفاع عن الوطن والعرض والمقدّسات، وأخذت على عاتقها مساندة قوّات الحشد الشعبيّ ونقل وتدوين قصص بطولات الأشاوس من المجاهدين في ساحات الوغى.

تعتبر الجريدةُ وثيقةً تاريخيّةً لكثيرٍ من الأحداث التي مرّت بالعراق بعد (2003)، وكانت لها رؤيةٌ واضحة تتفاعل بها مع الشارع العراقيّ وهي تحمل همومه، وتتطلّع معه لمعالجة المشاكل العالقة، مثل: البطالة، والفقر، وشحّة المياه، وانقطاع الكهرباء، واضطراب الملفّ الأمنيّ، والهجمات الإرهابيّة المتكرّرة.

والجريدةُ مستقلّةٌ لا تخضع لأجندات طائفيّة وتحزّبية ضيّقة، وإنّما تكتب بمنظورٍ عامٍّ وشامل لكلّ البشريّة، وهذا ما كانت عليه مدرسةُ أهل البيت(عليهم السلام)، تلك المدرسةُ التي استنشقت عبيرَها كلُّ الأديان والطوائف، ونهل من روائها العلماءُ والمفكّرون على مرّ التاريخ، فصنعت مجداً فكريّاً وحضاريّاً، سيبقى عالقاً في وجدان وفكر كلّ داخلٍ لمدينة عِلْمهم، وكلّ مؤمنٍ بصدق إمامتهم، ونهجهم القويم، وعلومهم الخصبة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: