الى

في رحابِ أبي الفضلِ العبّاس(عليه السلام) وبالتعاونِ مع عتبتِهِ المقدّسة: باحثو المؤتمر الدوليّ العراقيّ اليابانيّ السابع يَتَواصَلُون بعَقْد جلساتهم البحثيّة..

من الرّحاب الطاهرة لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) انطلقت صباح اليوم الثلاثاء (25ربيع الآخر 1438ه) الموافق لـ(24كانون الثاني 2017م) فعّاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدوليّ العراقيّ اليابانيّ، الذي يُعقد تحت عنوان: (دور علماء الدين والنخب الفكريّة في ترسيخ الهويّة الوطنيّة في العراق واليابان – منظوران عراقيّ يابانيّ) برعاية كليّة الآداب – جامعة بغداد، وبالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة والجامعة العراقيّة الى جانب كلٍّ من جامعتي الكوفة وكربلاء وبيت الحكمة.
استُهِلَّت هذه الجلسةُ البحثيّة التي احتضنتها قاعةُ الإمام الحسن(سلام الله عليه) للمؤتمرات والندوات بآياتٍ من الذكر الحكيم، وشهدتْ حضوراً لأكاديميّين وباحثين من جامعاتٍ عراقيّة عديدة، بالإضافة الى السفير اليابانيّ في العراق (فوميو ايواي) ووفدٍ أكاديميّ مثّل الجامعات اليابانيّة، فضلاً عن وفدٍ مثّل العتبة العبّاسية المقدّسة.
السيد عدنان الموسوي في كلمة العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة في افتتاح الجلسة، أوضح بعد ترحيبه بالوفد اليابانيّ والمشاركين في هذا المؤتمر:
"أنّ العقل العراقيّ -أقولها بكلّ فخر- عقلٌ كبيرٌ ومتميّز، لكن للأسف لم يأخذ دوره في بناء بلده، وأرادوا القضاء عليه، لذا تجد كفاءاتنا في كلّ العالم منتشرة؛ لأنّهم هربوا من جور وظلم الجهلة عليهم، وهذه سياسةٌ ونهج اتّبعته الحكومات التي تسلّطت على هذا البلد".
مؤكّداً: "أنّ المواطن إذا أخلص لبلده، فإنّه يُبدع في تطوّره وبنائه وخدمته على أتمّ وجه ويُصبح متطوّراً، وهذا ما ترجمه الشعب اليابانيّ الذي استطاع أن يبلغ ما وصل اليه بفضل حبّ أبنائه واعتزازهم به".
جاءت بعد ذلك كلمة جامعة بغداد، ألقاها رئيسُها الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسين عبد الرسول، وجاء فيها:
"الدور الذي يضطلع به علماءُ الدين بالتفاعل مع الأكاديميّين يشكّل ظاهرةً أساسيّة وهي ربط المفاهيم الإسلاميّة بالمفاهيم العلميّة، وقد اشترك الضيوفُ اليابانيّون مع العراقيّين حول هويّةٍ وطنيّةٍ لكلٍّ منهما، ولكنّهم تجمّعوا في هويّةٍ أكبر وهي الهويّة الإنسانيّة التي تجمع العالم، ونادى بها الإسلام، نريد هذا التفاعل الحقيقيّ أن يخدم الإنسانيّة جمعاء، ولكن كلٌّ في موقعه وفي وطنه لخدمة الآخرين.. نتمنّى أن يكون هذا المؤتمر منطلقاً حقيقيّاً لخدمة الإنسانيّة ولخدمة أوطاننا، وفي التطوّر والتعامل بالشكل العلميّ الصحيح والإنسانيّ في نفس الوقت".
أعقبته بعد ذلك كلمةٌ لجامعة كربلاء، ألقاها رئيسُها الأستاذ الدكتور منير حميد السعدي، وممّا جاء فيها:
"لقد جاء الإسلام موحّداً بالرغم من التفرقة في عددٍ من الصفوف والفرق المختلفة في الإسلام، إلّا أنّ رسالة الإسلام جاءت تحترم الجميع وتعمل على وحدتهم وتحديد وجهات نظرهم، فهناك من الجهات التي عكست الصورة المشرقة للإسلام وكانت على النقيض تماماً، حيث جعلت من الإسلام والعقيدة هي السيف والدم والقتل، وهو على العكس ممّا جاء في كتاب الله العزيز: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) فنعلم أنّه من خلال الفرق المختلفة، والأفكار والعقائد، هناك من جاء بهويّة يعتقدها للوطن.
وما نشعره بعد أحداث عام (2014) عندما تحدّثوا باسم العقيدة، وهدموا الوطن، في المقابل كانت هناك صرخة باسم العقيدة أرجعت الوطن، وحافظت على هويّته.. واليوم تلتقي القيم الإسلاميّة مع القيم التي آمن بها الشعب اليابانيّ؛ لتعزّز صفة تكامل الآخر والحبّ للآخر.
اليوم حقيقةً هناك جهود موحّدة من أجل الالتقاء بالمنظومة القيميّة، سواءً كانت في العراق أو في اليابان، من أجل تعزيز هويّة وطنيّة تعمل على احترام القيم واحترام الإنسان".
بعدها أوضح عميدُ كليّة الآداب في جامعة بغداد الأستاذ الدكتور صلاح الجابري للحاضرين قائلاً:
"إنّ هذا المؤتمر يهدف الى خدمة الحركة العلميّة والفكريّة والثقافيّة للجامعات العراقيّة وتوسيع التعاون مع الجامعات العراقيّة عن طريق النشاطات العلميّة المتعدّدة، والانفتاح العالميّ لتحقيق التقدّم لجامعاتنا.
وقد بلغ عددُ البحوث المشاركة (17) بحثاً مقدَّماً من باحثين في جامعات عراقيّة ويابانيّة تجري مناقشاتها في (4) جلسات علميّة، وقد شارك فيه كلٌّ من كليّة الآداب جامعة بغداد، وبيت الحكمة، وكليّة الآداب جامعة الكوفة، وكليّة الآداب الجامعة العراقيّة، وكليّة التربية جامعة كربلاء".
وقد شارك من اليابان باحثون مثّلوا جامعة تشيبا، وجامعة كيوشو، وجامعة واسيد، وجامعة طوكيو.. ليعتلي المنصة بعد ذلك الباحثون، حسب الجدول الذي وضعته اللّجنة المشرفة على المؤتمر، بجلستين صباحيّة ومسائيّة، بالإضافة الى قيام المشاركين بجولةٍ في أروقة العتبة العبّاسية المقدّسة.. لتُختتم الجلسةُ الصباحيّة بتكريم الباحثين المشاركين فيها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: