أحد الأطفال السائرين على طريق الحسين عليه السلام
ففطرة العشق الحسيني لم تقتصر على الكبار حسب بل وجدت مكانها في نفوس وضمائر وسجايا من رضعوا حب العترة المطهرة مع حليب الحرائر .
الحب الولائي الفطري تتلمسه العقول وتسجله العيون حال مرور مسيرة العزاء الحسينية والوافدة لأرض الطفوف، حيث نجد الطفولة تبكي سيدها الإمام الحسين وتواسيه بمصيبته وبرضيعه عبد الله عليهما السلام الذي لم يسلم من سهام الفئة الضالة الباغية.
أطفال من مختلف الأعمار يزحفون صوب كربلاء، تارة مع آبائهم وأخرى مع أخوتهم، أو تجرهم أمهاتهم في عربات لصغر سنهم، ليشاركوا الكبار عمق الولاء، وليجددوا العهد مع إمامهم الحسين عليه السلام.
وقد كانت العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من جانبهما قد طبعت عشرات الآلاف من الباجات التعريفية ووزعتها على عشرات المراكز المخصصة للمناداة على المفقودين، وذلك لتوزيعها على الأطفال تسهيلاً لإيجادهم في حال فقدانهم، وقد هيأت كافة المستلزمات التي يحتاجها لأطفال المفقودين لحين إيجاد ذويهم، كما هيأت المفارز الطبية أدوية لمعالجة نزلات البرد وغيرها من الأمراض الموسمية التي عادة ما تصيب الأطفال.
يذكر أن تواجد الزائرين خلال أربعينية العام الماضي 1432هـ وخلال 20 يوماً بلغ أكثر من 16 مليون زائر من العراق بينهم 500ألف زائر من أكثر من55 بلد في العالم، وهو حدث يُعد الأكبر فيه من عدة جوانب، من حيث عدد المتواجدين في هذه المدة القصيرة، ومن حيث حجم الخدمة المجانية المقدمة من قبل العراقيين البسطاء لجميع هؤلاء الزائرين، من الطعام والمبيت والكماليات الأخرى والعلاج وغيره، فضلاً عن إن تواجد هذه الجموع المليونية إنما يكون من خلال المشي من مسافات كبيرة تصل لمئات الكيلومترات، وغير ذلك من الأمور التي تنفرد بها كربلاء عن سواها من مدن العالم.