الى

وكيل المرجعيّة الدينيّة العُليا يشيدُ ببطولات وتضحيات المقاتلين الأبطال ويستشهد بقِصّة أحد الجرحى في معارك تحرير الموصل مؤخّراً..

أشاد وكيلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (4جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(3آذار 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، بالبطولات والتضحيات الكبيرة التي يقدّمها المقاتلون الأبطال من القوّات الأمنيّة والحشد الشعبيّ المقدّس مستشهداً بقصّة الجريح (رحيم منذور حسين) من أهالي الديوانيّة قضاء عفك ومن مواليد 1966، الذي بُتِرت كلتا ساقيه مؤخّراً في معارك تحرير الموصل، ولا زال يتمتّع بمعنويّاتٍ عالية، مبيّناً أنّ هؤلاء النماذج هم فخرُنا وهم عزّتنا وهم أملُنا ومفخرةٌ للبلد، حيث تحدّث سماحتُه قائلاً:

"أحبّ أن أنقل للإخوة قصّةً من قصص هؤلاء الأبطال، وإن كانت القصص كثيرة ولكن نذكر البعض لخصوصيّتها، توفّقت قبل أيّام لزيارة بعض الجرحى الذين أُصيبوا في المعارك الأخيرة في الموصل، ومن جملة الجرحى الذين تشرّفت بزيارتهم هو الجريح (رحيم منذور حسين) وهو رجلٌ من أهل الديوانيّة من قضاء عفك ومن مواليد 1966، هذا الجريح بُتِرت كلتا ساقيه، وطبعاً تعرفون أنّ هذه الحالة تكرّرت، فهناك شخصٌ يفقد ساقاً أو كفّاً أو ساقين، واقعاً عندما نحاول أن نزور بعض الإخوة -أنا أتكلّم في هذا التاريخ- نعتقد أنّنا سنزيد معنويّاتهم، عندما تزور جريحاً ومعك بعض الإخوة وتقدّم بعض الهدايا، نعتقد أنّنا سنزيد معنويّات هؤلاء والحقيقة أنّها معاكسة تماماً، معنى كلمة معاكسة أنّ هؤلاء هم يزيدون معنويّاتنا، تدخل عليه وإذا هو ضاحك مستبشر ويجعل هذه الأقدام رحمة من الله، يعني أنّ الله رحمه بهذا الموقف، وعنده طلبٌ واحد أنّه إذا يستعجل بقضيّة الأطراف الصناعيّة فذلك لكي يلتحق بإخوته، والجميل في الأمر قال: إنّ ولدي في خارج البلاد. قطعاً عندما يسمع أحد أنّ ولده في الخارج يتوقّع أنّه يدرس أو يعمل وغير ذلك، تبيّن أنّ ولده أيضاً مصاب قبل فترة وكانت إصابته بالغة ونُقِل الى الخارج، وكان يتكلّم وهو في أتمّ حالة الفرح، واقعاً الإنسان عندما يرى هؤلاء يسكت، لا توجد كلمة فالكلمات تعبّر عن حالة، وهذه الحالة أرقى من الكلمات، فنفتقر الى كلمات ترقى لهذه الحالة".

مضيفاً: "هؤلاء الابطال عندما ندخل عليهم نراهم كأنّهم زفّوا، إنصافاً كأنّ واحدهم في ليلة عرسه بشراً وانطلاقةً وابتسامةً وضحكةً وكلّه أمل، المشكلة أنّهم هم يعتذرون منّا، فماذا يُمكن أن يُقدَّم لهؤلاء، أنا أطلب من كلّ الجهات أن هذا النموذج وهؤلاء النماذج هم فخرنا وهم عزّتنا وهم أملنا، هؤلاء مفخرةٌ للبلد، عموماً حتى هذه الكلمات التي عرضتها بخدمتكم واقعاً هي قليلة في حقّ هؤلاء، الجميل أنّ اسمه جميل أيضاً (رحيم منذور حسين) كأنّ هذا الاسم فيه معنى أنّ هذا (منذور) وهو حقيقةً يتمتّع بمعنويّات عالية، أسأل الله أن يمنّ عليه بالعافية، وإن شاء الله عندما تكون الأقدام الصناعيّة متيسّرة إن شاء الله تعالى لا يحتاج أن يذهب للقتال فالبلد محرّرٌ من كيد الكائدين إن شاء الله تعالى".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: