الى

بالصّور: خَدَمَةُ العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية يُعزّون أبا الفضل العبّاس(عليه السلام) بذكرى وفاة والدته أمّ البنين(سلام الله عليها)..

للسّيّدة الزّكية أمّ البنين(عليها السلام) مكانةٌ متميّزة عند أهل البيت(سلام الله عليهم)، فقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام الحسين(عليه السّلام) وأشادوا بتضحيات أبنائها المكرّمين في سبيل سيّدهم أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، فهي تمثّل شخصيّةً إنسانيّةً نادرة المثال، جاهدت وناضلت وضحّت وقدّمت الغالي والنفيس من أجل عزّة الإسلام وإعلاء كلمته.
واليوم فيما نحن نعيش ذكرى رحيلها في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة أحيى محبّوها ومريدوها في مشارق الأرض ومغاربها هذه الذكرى الأليمة، أمّا كربلاء وعتباتُها المقدّسة فهي أيضاً قد أحيت هذه المناسبة لكونها عاصمة الحزن المحمّدي ومثوى أبناء أمّ البنين(عليها السلام) ومثوى من افتدوا بأرواحهم الإمام الحسين(عليه السلام).
فقد عزّى خَدَمَةُ العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية حبيب أمّ البنين وقرّة عينها أبا الفضل العبّاس(عليه السلام) فهو المعزّى في هذه الفاجعة، وقد ابتُدِئت مراسيمُ العزاء بالتوازي في المرقدَيْن الطاهرَيْن للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حيث اصطفّ خَدَمَةُ العتبة العبّاسية المقدّسة يتقدّمهم أمينُها العام وجمعٌ من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها لقراءة زيارة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ونشيد العتبة المقدّسة (لحن الإباء)، ثمّ قراءة مرثيّات عزائيّة بحقّ السيّدة الطاهرة أمّ البنين(عليها السلام)، وما أن شارفت هذه المراسيمُ على نهايتها حتى حلّ خَدَمَةُ أبي عبد الله الحسين الذين شاركهم الأمينُ العامّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة وعددٌ من مسؤوليها وإداريّيها ضيوفاً على مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بعد أن أجروا مراسيم خاصّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة ليستقبلهم خَدَمَةُ العتبة العبّاسية بعبارات وأبيات الحزن والأسى، ثمّ اصطفّوا لعَقْد مرثيّةٍ عزائيّة جسّدت عمق هذه المناسبة الأليمة مبيّنةً المكانة العظيمة لهذه السيّدة الفاضلة(سلام الله عليها)، لتُختَتَم هذه المراسيم بترديد عبارات العَهْد على البقاء خَدَمَةً مخلصين لهذه البقاع الطاهرة.
وتذكر أغلب الروايات أنّ وفاة أمّ البنين(عليها السلام) كانت يوم الثالث عشر من جمادى الآخرة، ودُفنت في مقبرة البقيع بالقرب من إبراهيم، وزينب، وأمّ كلثوم، وعبد الله، والقاسم، وغيرهم من الأصحاب والشّهداء، وقد تمّ هدم قبرها من قبل النواصب مع هدم قبور أئمّة أهل بيت النبوّة، الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن الحسين زين العابدين والإمام محمد بن علي الباقر والإمام جعفر بن محمد الصادق(عليهم السلام).
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة الوفيّة المخلصة، التي اقتفت خُطى سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) شرعةً ومنهاجاً، فهنيئاً لها ولكلّ مَنْ اقتدين بها من المؤمنات الصالحات.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: