الى

مشروعُ توسعة الحرم الطاهر بتسقيف الصحن الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).. أسبابُه.. أهدافُه.. فلسفةُ تصميمه..

لماذا نُفّذ المشروع؟
تكوّنت لدى الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة منذ عام (2007م) فكرة إنشاء مشروعٍ يزيد من خدمات الحرم القديم لسيّدنا ومولانا أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) دون المساس ببنائه التراثيّ الأثريّ بسبب ضيقه، إذ لا يستوعب في أقصى طاقته سوى أعدادٍ قليلة من الزوّار الكرام ولا يتّسع لاحتواء الأعداد المليونيّة في الزيارات المخصوصة.
حيث بدأت أعدادُ الزائرين تتضاعف بشكلٍ متسارع في السنوات القليلة الأخيرة، بسبب الانفتاح الذي شهدته عتباتُنا المقدّسة على جميع بلدان العالم، منذ عودة الشرعيّة المسلوبة منها واستلام إدارتها من قبل المرجعيّة الدّينية العُليا بعد سقوط الطاغية ونظامه المستبدّ في (9/ 4/ 2003م) الذي أهمل العراق وعتباته، ولم يُعطها الحدّ الأدنى من مكانتها بل هيمن على مقدّرات العتبات لعقودٍ مرّت لمصالحه وأهوائه.
فكان ذلك يستدعي إنجاز زيادةٍ في خدمات الحرم القديم بجعل الصَّحن مشابهاً له من ناحية الخدمات والسّقف والأجواء الرّوحانية من خلال تسقيفه، وهي أوّل توسعةٍ لخدماته منذ افتتاحه عام (690هـ)، وبشكلٍ يحقّق ما يلي:
1. عدم اختلاف المعالم الزخرفيّة للجزء الجديد المُضاف مع نسيج معالم الجزء القديم معماريّاً، والذي بُني وفق الطُرز العراقيّة القديمة المستخدمة في القرن الثاني وحتى السابع من الهجرة -تأريخ افتتاح الحرم الحالي- التي تضمّ المقرنصات البغداديّة، وما أُضيف لها لاحقاً من الفنون العراقيّة الأصيلة، كالتغليف بالكاشي الكربلائي، والمرايا الفسيفسائية.
2. عدم المساس بأصل البناء الأثريّ للحرم القديم المُفتَتَح لا بهدمٍ ولا بتغيير.
3. استيعاب الزيادات الكبيرة اليوميّة للزائرين الذين بدأ يضيق بهم الحرمُ القديم، لجعل الزائر يشعر كأنّه في الحرم وليس في الصّحن، من خلال معالم البناء الظّاهريّة وخدماته الأخرى.
4. استيعاب تزايد أعداد الزائرين في الزيارات المليونيّة المخصوصة التي تشهدها كربلاء المقدّسة عدّة أضعاف في العام الواحد.
5. توفير أقصى متطلّبات الرّاحة والطمأنينة للزائر الكريم الذي يروم أداء الصّلاة والدعاء وباقي العبادات، بعيداً عن تقلّبات المناخ في فصلي الشّتاء البارد، والصّيف الحار، كما في الحرم القديم.
6. الموازنة بين تحقيق الرّاحة للزائر والتّوسعة لخدمات الحرم القديم، وبين إبقاء الرّوحانيّة والجماليّة التي كان يتمتّع بها الزائر حين مشاهدته المنائر والقبّة الشّريفة حال دخوله الصّحن الشّريف، ولو بالمقدار الذي يحقّق هذا التّوازن.
7. أن يُشكّل سطح التّوسعة الجديدة التي كانت صحناً مكشوفاً، مع سطح منشآت السّور القديم ومنشآته القديمة والجديدة ضمن مشروع توسعة العتبة العبّاسية المقدّسة -الذي صمّمته ونفّذته نفس الشّركة العراقيّة التي صمّمت ونفّذت هذا المشروع– أن يُشكِّل نسيجاً معماريّاً مترابطاً واحداً يظهر للعيان، وكأنَّ خدمات الحرم بعد هذين المشروعَيْن الكبيرَيْن أصبحت شيئاً واحداً شاملاً لكامل العتبة العبّاسية المقدّسة بأجزائه:
أ‌. حرمها القديم.
ب‌. صحنها القديم الذي سُقِف وأصبح مشابهاً للحرم القديم من ناحية الشكل والخدمات.
ت‌. منشآت سورها القديم.
ث‌. توسعتها الجديدة بمنشآتها المختلفة حول السور القديم ضمن مشروع التّوسعة الذي بيّنّاه.
بينما سيكون الصّحن الجديد البديل للقديم –الذي سُقِّف كالحرم- في المستقبل هو مجموع مشاريع الصّحون التي سيتمّ إنشاؤها حول العتبة العبّاسية المقدّسة التي أصبحت كلّها جزءً واحداً، ضمن مجموعة مشاريع مستقبليّة يجري تنفيذُها تباعاً حال توفّر مبالغ التّعويض للبنايات المحيطة، ومبالغ تلك المشاريع.
8. أن تتضمّن فلسفة التّصميم معاني روحيّة لها علاقة بالمكان المقدّس.

فلسفة التّصميم
ولإعطاء فلسفة مميزة لتصميم المشروع، تتناسب وشخصية صاحب المرقد الشّريف -عليه السلام-، فقد روعيت في التصميم النّقاط التّالية:

أ‌. تصميم الخيام الزّجاجيّة فيها دلالة روحية على أمرين:
• يُمثل كلّاً منها خيمة من خيم العيال التي كان أبو الفضل العباس -عليه السلام- كفيلها وراعيها.
• يمثّل عددها سنوات عمره الشّريف.

ب‌. تضمّن في التّصميم، وضمن كلّ ركن في الصّحن القديم (4) قباب كبيرة، تُمثّل أحدها السّيّدة العظيمة أم البنين -عليها السلام-، فيما تُمثل كُلّاً من الثلاث الباقية أحد أخوة سيّدنا أبي الفضل العباس -عليه السلام- الذين استشهدوا معه في ملحمة الطَّف الخالدة، ودُفنوا مع أخيهم الإمام الحسين -عليه السلام- في مقبرة الشّهداء وهم كل من (عبد الله وجعفر وعثمان عليهما السلام.
ت‌. تضمّن التّصميم (14) قبّة أصغر من سابقاتها، تُمثّل الأولى النّبي -صلى الله عليه وآله-، والثَّانية السّيّدة الزهراء -عليها السلام-، و(12) منها تُمثّل كل واحدة أحد الأئمة الاثني عشر-عليهم السلام-، وهم خلفاء النبي -صلى الله عليه وآله- المنصوص عليهم من قبله، فأوّلهم أمير المؤمنين علي -عليه السلام-، وآخرهم الحجة بن الحسن -عجل الله فرجه الشريف-.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: