الى

سلسلةُ جبال الهملايا هي المحطّةُ الثانية لوفود عتبات العراق المقدّسة ضمن منهاج فعاليات (نسيم كربلاء) في باكستان..

بعد أن اختُتِمَت مساء يوم الأحد (4رجب 1438هـ) الموافق لـ(2نيسان 2017م) فعاليّات الأسبوع الثقافيّ الرابع (نسيم كربلاء)، الذي أقامته العتبةُ الحسينيّةُ المقدّسة بالتعاون مع جامعة الكوثر في باكستان، وبمشاركة العتبات المقدّسة (العلويّة والعسكريّة والعبّاسية) للمدّة من (29 آذار) لغاية (2نيسان)، توجّهت الوفود إلى أقصى الشمال الباكستانيّ إلى ما بين سلسلة جبال الهملايا في أقصى الشمال الباكستانيّ تحديداً، حيث تقع هناك عشرات القرى الممتدّة في وادٍ تُحيط به الجبال من كلّ جانبٍ يقطنها محبّو أهل البيت(عليهم السلام).

الظروف الجويّة صعبةٌ جدّاً والمناخ متقلّب في هذه القرى شبه المقطوعة عن العالم، إلّا أنّ مودّة وحبّ أهل بيت النبوّة(صلوات الله عليهم أجمعين) قد كان نوراً يشعّ في صدروهم، وهذا ما يلمسه القاصي والداني فيهم، فبمجرّد المرور بهم وذكر مصاب أهل البيت(عليهم السلام) تجد الدمع مدراراً يهلّ من العيون جزعاً لمصابهم ولما حلّ بهم.

فعند المطار المتواضع جدّاً تجمّع المئات منهم لاستقبال وفود العتبات وكان في مقدّمتهم معتمد المرجعيّة الدينيّة العليا في شمال باكستان الشيخ محمد حسن جعفري.

وفود العتبات المقدّسة توجّهت مباشرةً إلى مسجد وحسينيّة الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) التي تقع في بداية الطريق إلى المدن والقرى من جهة المطار، لترتفع راية الإمام الحسين(عليه السلام) فيها وسط أجواء حزنٍ واشتياق عبّرت عنها دموع المحبّين والموالين.

وقد أكدّوا: "إنّه لشرفٌ عظيم أن يحلّ بيننا خدّام تلك البقاع الطاهرة في العراق، التي أراد الله لها أن تكون منار هدى وصلاح وسبيلاً يرشدنا إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ونحن مهما قلنا فإنّنا عاجزون عن تقديم الشكر لتجشّم هذه الوفود هذه المسافة البعيدة جدّاً حتى يحملوا لنا نفحات من كربلاء المقدّسة وترفرف على أرضنا راية الإمام الحسين(عليه السلام)".

الجدير بالذكر أنّ هناك عدداً من مراسيم رفع راية الإمام الحسين(عليه السلام) في أكثر من جامع وحسينيّة في هذه القرى، لتكون هذه الفعاليّات مصداقاً لقول السيدة زينب الكبرى بنت عليّ(عليهما السلام) حين خاطبت الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) لمّا نظر إلى أهله مجزّرين، وبينهم مهجة الزهراء، بحالةٍ تنفطر لها السماوات، وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً، فعظم ذلك عليه واشتدّ قلقه، فلمّا تبيّنت ذلك منه أخذت تسلّيه وتصبّره، وهو الذي لا توازن الجبال بصبره وفيما قالت له:

"ما لي أراك تجودُ بنفسك يا بقيّةَ جدّي وأبي وإخوتي، فوالله إنّ هذا لعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيكَ، ولقد أخذَ الله ميثاقَ أناسٍ لا تعرفهم فراعنةُ هذه الأرض، وهم معروفون في أهلِ السماواتِ أنّهم يجمعون هذه الأعضاءَ المقطّعةَ والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ عَلَماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرسُ أثرُه، ولا يُمحى رسمُه على كرورِ الليالي والأيّام، وليجتهدنّ أئمّةُ الكفرِ وأشياع الضلالِ في محوِهِ وتطميسِهِ فلا يزدادُ أثرُهُ إلّا علوّاً".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: