الى

الشيخ الفتلاوي: لا يُمكن لأحد أن يحيط بشخصيّة الإمام الحسن(عليه السلام) لأنّه نورٌ من نور الله عزّ وجلّ..

"لا يُمكن لأحدٍ أن يحيط بشخصيّة الإمام الحسن(عليه السلام) مهما كان عالماً أو خطيباً أو كاتباً لأنّه نورٌ من نور الله تعالى، وهو نور النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وقد سمّاه الله عزّ وجلّ باسم الحسن لأنّه يعلم أنّ هذا الوليد سيكون الحسن في ظاهره والحسن في باطنه والحسن من ولادته حتى شهادته، فإذن الإمام الحسن اسمٌ على مسمّى لم يفارق بأخلاقه وأفعاله معنى اسمه"... هذا ما بيّنه الشيخ علي الفتلاوي خلال كلمته التي ألقاها نيابةً عن العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية في حفل افتتاح مهرجان الإمام الحسن(عليه السلام) الذي انطلقت فعاليّاته يوم أمس السبت (14رمضان 1438هـ) الموافق لـ(10حزيران 2017م) على حدائق مقام ردّ الشمس في محافظة بابل تحت شعار: (الإمامُ الحسنُ المجتبى-عليه السلام- حكمةُ السلام وعزّةُ الإسلام).
وأضاف: "نحن نقف في هذا المكان المقدّس، المكان الذي ارتبط بمقام أمير المؤمنين وإعجازه(عليه أفضل الصلاة والسلام)، نقف ونحن نحتفل بميلاد السبط الأكبر للنبيّ، الإمام الحسن المجتبى(صلوات الله عليه) لنحيي أمر أهل البيت(عليهم السلام) بهذه الذكرى، ونكون من محبّيه وأتباعه حقّاً بتطبيق ما نرى من أخلاق ومن حلم وعلم وكمال وحكمة في هذه الشخصيّة المقدّسة، وفي هذا الإمام الذي يعدّ من أفراد آية التطهير وآية القربى وآية المباهلة ومن سورة الدهر، فالإمام الحسن(صلوات الله عليه) له فضلٌ كبير علينا إذ أنّه وجدّه وأباه وأمّه وأخاه وأولاده المعصومين هم الذين أوصلوا الينا هذا الدين وهذه الأخلاق النبيلة والكمالات، فعلينا إذا أردنا أن نحيي أمرهم علينا أن نقتدي بهم، لقد كان لكم في رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الحسن(صلوات الله عليهم أجمعين) أسوة الوقوف على هذه الشخصيّة العظيمة التي لا يُمكن لأحد أن يُحيط أو يلمّ بها".
مبيّناً: "ولا بأس أن نقف على شيء من فضائله وكمالاته (عليه السلام) لنستلهم منه الدروس والأخلاق ولكي نسير على نهجه سيراً يصل بنا الى القرب الإلهيّ، الإمام الحسن سُمّي بـ"الحسن" من قبل الله تعالى، ولهذه التسمية فلسفةٌ إذا أردنا أن نقف عليها نستطيع من خلالها أن نفهم شيئاً معمّقاً، فعندما يُسمّي الأب ولده بالاسم فهو لا يعلم ما ستؤول اليه المصائر، وإنّما لمجرّد اختيار الاسم الأحسن، أمّا أهل البيت(عليهم السلام) فأسماؤهم تنطبق على معانيهم وحقائقهم، فالإمام الحسن هو كريم أهل البيت(عليهم السلام) لماذا سمّي بهذا الاسم؟ طبعاً لكلّ صفةٍ من الصفات عند الأئمّة(عليهم السلام) هي الصفة التي اشتهر بها الإمام، وليست هي الصفة الوحيدة ولا بمعنى أنّ الإمام عندما يتّصف بأنّه كريم أهل البيت يعني أنّ الآخرين من أهل البيت أقلّ كرماً!! لا.. وإنّما هو اتّصف بهذه الصفة واشتهر بها كما اشتهر الإمام موسى بن جعفر بـ"كظم الغيظ" وهكذا، فإذن كريم أهل البيت والأئمّة المعصومون على حدٍّ سواء في الكرم، وإذا أردنا أن نقف على سيرة الإمام الحسن(عليه السلام) نجد الكثير من الصور التي تُشير الى هذه الصفة".
موضّحاً: "أمّا عبادة الإمام الحسن(عليه السلام) فكان إذا قام الى الوضوء اصفرّ لونه واخضرّ فعندما يُسأل يقول: ألا تعلمون أنّي سأقف بين يدي جبّار السماوات والأرض!! كان يرتعد عندما يستقبل القبلة للصلاة، وقد حجّ الى بيت الله خمساً وعشرين حجّة وكان أغلبها مشياً لبيت ربّه، حتى أراد أن يعظّم هذا البيت بسيره مشياً على قدميه، وقد يكون هو الذي سنّ لنا سيرة المشي الى الأماكن المقدّسة، لذلك ينبغي علينا أن نطّلع على حياة هذا الإمام وأن نقتدي بفضائله ونطبّق سيرته ونقف على سلوكيّاته، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا للسير على نهجه".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: