الى

رسائل الطف : (رسالة إلى الأنصار)

سلامٌ يا نهر العزم والإرادة ، أيّ إيمان ذلك الذي يدفعكم لمجابهة وحش الكفر الكاسر المتمثل بيزيد وزبانيته، وأنتم على قِلَّتِكُمْ عازمون على قتله، نعم والله، فما كان لإرادتكم بالأمس أضحى متلألئاً في سماء التاريخ، وما أنتم بلاهثين خلفَ الخلود، إلا أن التأريخ خَجِل أمام مواقفكم، وأرى جبينه يتصبب عرقاً ليملأ فراتاً حال بينكم وبين مائِهِ، فما شُهِد قبلكم ولا بعدكم موقف يضاهي موقفكم، ولا شموخ يواري شموخكم ولا وقفة أسمى من وقفتكم بين يدي الحسين، وأنتم على يقين بأن الموت مدرككم.

أبعث إليكم بتحايا الشباب المرابطين في جبهات القتال والمتجحفلين في المواكب العاشورائية، المتعطرين بعبق مواقفكم السامية، فو الله ما تقاعسوا ولا تخاذلوا وأنتم قدوتهم، وفي قلوبهم الحسين (عليه السلام) وشمٌ، كما كان في قلوبكم، ويجري في عروقهم دمُ حبيب وبرير وعابس .

إليكم أبعث بتحاياهم وهم يزفون بشرى تحرير أرض العراق الشبر تلو الشبر مضحين كما ضحيتم، ناصرين لعقيدتهم، فهذا هو سيل تضحياتكم المار بكل الأزمان والعصور، الجارف لكل شائبة أرادت تدنيس دين نبينا الأكرم محمد(صلى الله عليه واله وسلم)، لقد قال فيكم الحسين عليه السلام " أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ..." وقلتم فيه "لا طيّب العيش بعدك يا أبا عبد الله الحسين" فلا طيب العيش بعد دمائكم يا أنصار الحسين (عليه السلام)، سطّرتم بجهادكم وشهادتكم العظيمة تاريخ الإسلام العظيم، وتاريخ الأمّة الإسلامية، فهنيئاً لكم يا رجال الظل، الذين بنيتم مجد الأمّة وعظمتها وأعززتم دين الله بدمائكم الطاهرة النقية، لترفعوا راية الحسين عالية خفّاقة ، وسلام عليكم وعلى مواليكم وعلى حشد الحسين (عليه السلام) وحشدكم في هذا الزمان .
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: